سلوكيات ينتهجها شبابنا ولاشك بأن البطالة إحدى هذه الأسباب, وكذلك عدم وجود متنفس لهؤلاء الشباب سبب يضاف إلى أسباب عدة, فبعضهم يقضي أوقاته في الشارع ويسير دون هدف وبعضهم يتعلمون عادات سيئة منها تدخين (النرجيلة ) التي انتشرت كالوباء في مجتمعاتنا بالمقاهي والاستراحات والبعض يسعى عبر الانترنت بالبحث عما يفسد القيم والأخلاق.
ولكن لن تكون كل هذه الأسباب مسوغاً معقولاً لما نراه من تصرفات, أهي التحرر من القيود مع مجموعة الأصدقاء بعيداً عن جدران البيوت والإغراء الأشد تأثيراً الذي يجذب الشباب لمثل هذه الأفعال? فاختلفت الآراء والتعابير عن هذه العادات وأسبابها.
لاتوجد حدود
منهل زيتون في المرحلة الثانوية يقول: أرتاد المقاهي لأنها المكان الوحيد الذي نجتمع فيه للتسلية مع الأصدقاء واعتبرها نشرة أخبار محلية وهناك أشياء لم تسمع عنها تجدها في المقهى وبصراحة لاتوجد قواعد معينة أو حدود في الكلام في أي قضية.
وبعيداً عن الملل والفراغ يرى حمزة الشيخ طالب في كلية الشريعة: من خلال تعامله مع النت من خلال الكمبيوتر لم تكن للتخلص من الروتين بل بالعكس حياتي لم تكن مملة وواقعي جميل جداً, لم أفكر يوماً بالهروب ولكني وجدت في النت أن العالم كله بيدي أنهل منه ما أشاء وكيفما أشاء ولكن العملية تختلف من شخص لآخر حسب الميول والأهواء.
نزيف هذا البلاء
( م,س ) فتاة جامعية تقول: أتمنى السير في الطريق دون أن أتعرض لإزعاجات ومعاكسات من قبل البعض الذين لاشغل لهم ولاشاغل إلا مضايقة الفتيات أينما كانوا فهل من معجزة تخترق شوارعنا وتوقف نزيف هذا البلاء عنا أم عاداتنا السيئة لاتزال أقوى منا تحاصرنا وتتغلغل في عروقنا .. وتبقى جزءاً لايتجزأ من شخصيتنا?
ألوان من البوح
بينما ربا زينة تعمل في القطاع الخاص تقول: نحتاج إلى النقاهة بعيداً عن الرقابة وأسياف الروتين الموجهة على رقابنا أينما اتجهنا ورغبات مذبوحة, نريد ألواناً من البوح بعيداً عن تلصص الأهل وعقابهم لنا ويوميات المنزل الرتيب عشوائية حلوة وأصوات تخترق اللامعقول.
الميل للحيل النفسية
ولكن يبقى السؤال من المسؤول? ومن المقصر? وأين برامج التوعية? بهذه الأسئلة توجهنا للاختصاصية النفسية ريما مظلوم حيث قالت: إن الفراغ والترويح عن النفس يعملان على توفير احتياجات الإنسان التي تتطلبها رتابة الحياة المعاصرة فهما يعملان على إثراء الحياة وتبقى المسؤولية وحدها ليست مقتصرة على الشباب بل إنها مسؤولية الأسرة لاستغلال أوقات الفراغ بطريقة سليمة من مراحل مبكرة وكذلك المدرسة ووسائل الإعلام والمجتمع بمؤسساته المختلفة وتفاعلها لوضع الحلول العملية وتتابع مظلوم: لأن الفراغ بدوره ينعكس على صورة الفرد ما يجعله يبحث عن الهروب والميل إلى الحيل النفسية, بعيداً عن المواجهة وتحمل المسؤولية, فتنتج عن ذلك ممارسة مجموعة من السلوكيات اللا اجتماعية أو غير السوية وبذلك يقضي بعض شبابنا أوقاتهم في مشاهدة فيلم رخيص أو مطالعة أحد الكتب التجارية أو في مقهى لايجره إلا لتعلم الإدمان والتدخين و ( المقامرة ) وإرواء حاجاته بشكل غير أخلاقي.
تعويدهم على تقدير الزمن
وماذا عن الحلول?
- لابد من تنمية الميول وتشجيع الهوايات في الناشئة.
- تعويد شبابنا منذ الطفولة على تقدير الزمن ومحاولة الاستفادة من كل دقيقة تمر على الفرد وذلك عن طريق التربية الصحيحة والتوجيه القويم.
- العمل على إيجاد جو من التعاون بين الأسرة والمدرسة حتى لايهدم أحدهما مايبنيه الآخر.
- إقامة رحلات مستمرة وتشجيع النوادي الرياضية وتعلم مهارات فنية وأدبية ثقافية.
- التعرف على نوعية الأنشطة التي يفضل الشباب والفتيات ممارستها, ومادرجة استفادة الشباب والفتيات من المؤسسات الشبابية القائمة لقضاء أوقاتهم وحسن استخدام وسائل الإعلام المختلفة.