تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأمل... لضحايا الآلام المزمنة

عن سويس آنفو
كل جديد
الأربعاء 13/2/2008
ترجمة منير الموسى

أصبح أخيراّ من الممكن التغلب على الآلام المزمنة من غير أن تظهر أثار جانبية غير مرغوب فيها بعد العلاج, فقد قدمت مجموعة باحثين

من زيورخ متخصصون في علوم الصيدلة في جامعة (إكول بوليتكنيك) الفدرالية دراسة نشرت نتائجها في العدد الاخير من مجلة (الطبيعة) العلمية الألمانية. وتوصلت هذه المجموعة التي يترأسها أستاذ علم الصيدلة هانس إيلرش زيوفر إلى تحديد لاقطين (Récepteurs) في النخاع الشوكي لدى الفئران مهمتهما تصفية وجمش إشارات الألم حالما تتلقيان مادة مثل الفاليوم. ويرجح البرفسور زيوفر أنه لا بد من تطوير مادة تشبه الفاليوم لتعطي المفعول نفسه على الإنسان.‏

إشارات الألم: ليست كل الإشارات الصادرة من مختلف أجزاء الجسم إلى الدماغ هي بالفعل آلام صحيحة, ولكن الدماغ يلتقطها ويشعر بها على أنها آلام. وفي هذه الحالة تكون آلية ترجمة الألم في النخاع الشوكي لدى المصابين بالآلام المزمنة قد أصابها خلل ما وتحتاج إلى تصويب, حتى إن الكثير من هذه الآلام هي الترجمة الخاطئة لإشارات لا علاقة لها بالألم. ويبدو من الصعب حتى الآن معالجة الآلام المزمنة لكونها تفاجئ المريض من غير أن يعرف سببها, ومن حسن الحظ أن الإنسان المعافى صحياً لدية نخاع شوكي يقوم بتصفية الآلالم وتنقية إشاراتها, فلا يشعر دماغه إلا بالألم الحقيقي. وبناء على ما تقدم, توصل طاقم الباحثين الذين يشرف عليهم البرفسور زيوفر إلى تطبيق طريقة عملية. ويقول د. زيوفر: (فقدان وظيفة تصفية الألم ربما يكون سببه سوء عمل السيالة العصبية الكابحة في النخاع الشوكي). ويضيف: (لقد حددنا لواقط سيكون لهما الفضل في إعادة تفعيل وظيفة إرسال إشارات الألم الصحيحة فقط, دون غيرها, ومهمتهما إذا تصفية الألم وجمشه).‏

مفعول الفاليوم: اللواقط تعمل بشكل طبيعي مع المرسلات العصبية من الحموض الأمينية ولاسيما حمض الزبدة- غاما (Acide gamma-aminobutyrique) GABA الذي يمكن زيادة فعاليته عن طريق عقار البنزو ديازيبين (Benzodiazépine) أي العقار الرديف للفاليوم. ويحذر الدكتور زيوفر من الفاليوم ويؤكد أن العلاج به غير مفيد لأن له تاثيراً مخدراً ويجعل متعاطيه يشعر بالتعب وبضعف القدرات الذهنية, كما أن الفاليوم يفقد تأثيره بعد فترة لكون الجسم يعتاده بسرعة, وله آثار جانبية على الدماغ. وينبغي الآن إيجاد عقار آخر, بديلاً منه يعمل بوجه خاص على تفعيل اللواقط في النخاع الشوكي ولا يؤثر على الدماغ. ويضيف د. زيوفر أن ثمة عقارات في متناول يده تُجرب على الفئران والجرذان ولا يجوز تجريبها على الإنسان.‏

تحدٍ لصناعة الصيدلة: ويختم د. زيوفر: (حتى يكون بالإمكان إيجاد طريقة عملية لمعالجة الآلام المزمنة لدى الإنسان, فإن العقار المطلوب يجب أن يكون تأثير المادة الفعالة فيه مقتصراً على لواقط الحموض الأمينية GABA في النخاع الشوكي ومن المفضل أن يتم تناولها على شكل مضغوطات. وطاقم باحثي زيورخ ليس بمقدورهم وحدهم تطوير عقار كهذا, ونهيب بأساتذة الكيمياء المتخصصين في أقسام الطب والصيدلة أن يطورا عقاراً من هذا النوع, فهو تحدٍ لهم. وإننا على أمل أكيد في أنهم سيأخذون مقترحاتنا على محمل الجِد, وسنكون على تواصل مع الجهات المهتمة).‏

من الآلام المزمنة الشائعة هناك الشقيقة (في الرأس) وآلام المفاصل والظهر. وفي سويسرا تعدّ الآلام المزمنة مشكلة صحية كبيرة لكونها تصيب نحو 60% من السكان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية