وبين أيدينا سفر عظيم هو كتاب ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق الكبير) وفيه عجائب وغرائب ويقع في سبعة أجزاء وفي كل جزء حوالى خمسمائة صفحة.
وفي لقطات من هذا الكتاب العظيم, فعن وائلة بن الاسقع قال قال رسول الله (ص):عليكم بالشام فإنها صفوة الله تعالى في أرضه يسوق اليها صفوته من خلقه (..) وقد تكفل الله تعالى لي بالشام وأهله وعن عبد الله بن حوالة الازدي قال قلت يا رسول الله اختر لي بلداً أكون فيه فلو علمت أنك باق لم أختر على قربك شيئا فقال عليك بالشام ثلاثاً فلما رأى النبي كراهيتي لها قال هل ندري ما يقول الله تعالى في الشام إنه يقول ياشام يدي عليك أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرة عبادي أنت سوط نقمتي وسوط عذابي أنت الأنذر وعليك المحشر ورأيت ليلة إسرائي عموداً أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة,قلت ما تحملون قالوا عمود الاسلام أمرنا أن نضعه في الشام وبينما أنا نائم اذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله تخلى عن أهل الأرض فأتبعه بصري فإذا هو بين يدي وأهله.
وعن أبي الدرداء أن النبى (ص) قال ستجندون أجنادا مجندة جنداً بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق وجندا بمصر قالوا فخر لنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قالوا إنا أصحاب ماشية وعمود ولا نطيق الشام قال فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق بغدره فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله.
وفي رواية قال أبو علقمة أقسم رسول الله (ص) في هذا الحديث ثلاث مرات ولا نعلم أنه أقسم في حديث مثله قال عليكم بالشام.
وعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله (ص) يقول تخرج نار من حضرموت تحشر الناس قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام.
وعن معاوية بن حكيم بن حيدة القشري أنه قدم على النبي (ص) فقال والذي بعثك بالحق نبيا ما خلصت اليك حتى حلفت لقومي عددها يعني أنامل كفيه بالله لا أتبعك ولا آمن بك ولا أصدقك وإني اسألك بالله بم بعثك ربك فقال بالاسلام, فقلت وما الاسلام قال تسلم وجهك لله وتخلي له نفسك ,قال فما حق أزواجنا علينا, قال أطعم اذا طعمت وإكسِ اذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظاً ثم أشار قبل الشام وقال مشيرا هاهنا تحشرون ,ها هنا تحشرون ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم وأفواهكم الغدام ( الغدام ما يشد على فم الابريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه والمعنى هنا وأفواهكم ممنوعة عن الكلام حتى تتكلم جوارحكم, وأول شيء يعرب عن أحدكم فخذه).
وعن ابن عباس قال رجل يارسول الله إني أريد الغزو في سبيل الله, فقال رسول الله (ص) عليك بالشام, فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله, ثم الزم من الشام عسقلان فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهل عسقلان في راحة وعافية.
وعن أبي إمامة قال رسول الله (ص) لاتقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق وقال عليكم بالشام.
وعن إياس بن معاوية قال قال رسول الله (ص) إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله, وإن إبليس أتى العراق قباضا فيها وفرخ وأتى مصر, فبسط عبقريه واتكئ, وقال جبل الشام جبل الأنبياء.
وعن عطاء الخراساني قال لما تممت النقلة من خراسان شاورت من بها من أهل العلم أين ترون لي أن أنزل بعيالي فكلهم يقولون عليك بالشام ,عليك بالشام.
دمشق من أبواب الجنة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) أربع مدائن من مدائن الجنة وأربع مدائن من مدائن النار, فأما مدائن الجنة فمكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق, وأما مدائن النار فالقسطنطينية وطبرية وانطاكيا المحترقة وصنعاء.
وفي رواية رومية وبدل طبرية,قال أبو عبد الله السقطي: ليس هي صنعاء اليمن إنما هي صنعاء بأرض الروم, وذكر البلاذري أن انطاكيا المحترقة ببلاد الروم أحرقها العباس بن الوليد بن عبد الملك ,وعن أبي هريرة مرفوعاً أن الله اختار من الملائكة أربعة ,جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل, ومن النبيين أربعة ابراهيم بسبعين قال ومن هم قال أهل حمص قال لا, قال فلعلك من الذين يعرفون الجنة بثياب خضر, قال من هم? قال أهل دمشق.
وقال علي بن أبي طالب (رض) إن رسول الله (ص) قال يكون في آخر الزمان فتنة يحصل الناس فيها كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام, ولكن سبوا شرارهم, فإن فيهم الإبدال يوشك أن يرسل الله على أهل الشام سيباً من السماء فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب لغلبتهم, فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات ,المكثر يقول هم خمسة عشر ألفاً والمقل يقول هم اثنا عشرألفاً إمارتهم (أي علامتهم) أمت أمت يلقون سبع رايات تحت كل راية رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعهم, ويرد الله إلى المسلمين إلفتهم ونعمتهم.
هذا غيض من فيض وللشام الدمشق كثير من الحكايا قديماً وحديثاً.. لذلك, هناك تتمة لا تنضب.