بدعوة من جمعية قوس قزح أقامت الأديبة مارغو ملاتجليان ورشات عمل على مدى أربعة أيام في مكتبة الأطفال العمومية باللاذقية حيث التقت بها بعض الادباء والفنانين التشكيليين كما أسر الأطفال وقامت بورشات قراءة للأطفال.
وأكدت الاديبة ملاتجليان القادمة من الأردن على أن الورشة حول التعرف على الأدب العالمي والتوجهات الحديثة في شعر الأطفال . فالشعر جزء من تراثنا وثقافتنا وشعر الأطفال اليوم يعبر عن الطفل, أي إن الطفل الذي بداخل الكاتب هو الذي يكتب الشعر. فشعراء أدب الأطفال يكتبون للأطفال . لكن اليوم يجب أن نسمع صوت الطفل النابع من الشاعر الموهوب القادر على الكتابة والتعبير.. مشيرة الى ان الورشة كانت تناقش مستوى الشعر الذي وصل إليه عالمياً وكما تعتقد أن الاهتمام بالشعر يعود لأن العالم بحاجة للغة مكثفة مقتصدة لغة خير الكلام ما قل ودل وذلك بسبب الثورة المعرفية والمعلوماتية والتواصل السريع, فكل هذا الزخم من المعلومات التي تأتينا أصبح العالم بحاجة للغة مكثفة فوجدوا أن الشعر هو أجمل انواع التعبير اللغوي ومن مواصفاته أن مفرداته منتقاة ونابعة من وجدان الشاعر تحافظ على انسانية الانسان وبهذه الحالة لا تبتر اللغة بل تحافظ على جماليتها. فالايقاع الموسيقي في الشعر يحبه الطفل ويكسبه المعرفة بأسرع مما يقرأ النثر ثم تحسسه بالانجاز لأن المقطوعات الشعرية قصيرة.
وأضافت قائلة: التقيت مع شعراء معروفين ولديهم تجارب رائعة لكن الحوار فتح آفاق التعرف للتوجه الحديث الآن وهذا التوجه ليس صعباً وكل ما هو مطلوب أن نسمع الطفل وأن نكتب له ما يلبي احتياجاته النفسية و العقلية والوجدانية فطفل اليوم يختلف عن طفل الماضي لأنه يريد الآن أن يسمع ويسمع.. وتطرقنا الى بعض النماذج الجميلة وسنخرج كما أتوقع بمجموعة متميزة جداً من الشعر العربي للأطفال لتشجيع قراءة الشعر لديهم. وهذا الهدف الرئيسي. كما تناول الطرح خلال ورشة العمل الجوانب التي تدعم مناهج اللغة العربية في الطفولة المبكرة بالقطر العربي السوري لأن معلمة الروضة كما في المرحلة الابتدائية بحاجة الى قصائد محورية تدعم المواضيع التي تدرسها والشعر أصبح يوظف جميع مواد المناهج فهناك شعر لمادة العلوم والاجتماعيات واللغة.. هذا مطلوب لتكثيف هذه المواد بالانتاج الشعري للأطفال..
أما ما يتعلق بلقاءات الأطفال فأكدت الأديبة انها كتبت العديد من القصص التي تناولت محاور لم يتطرق لها أدب الأطفال إلا نادراً منها الغيرة من الطفل الأصغر والخوف جسدت بها مشاعر الطفل ومهاراته الاجتماعية العاطفية التي يجب التركيز عليها الآن والالتزام بالقيم الجميلة, فقد بدأت الاجيال الحديثة تفقدها ..
وألقت الأديبة محاضرة عامة لأهالي الاطفال تتمحور حول كيف نجعل أطفالنا قراء وما هو دور الأسرة في تنمية القراءة وهذا هام جداً لأنه دون البيت لا تستطيع المؤسسة الحكومية أن تنمي أطفالا يحبون القراءة او تجعلهم قراء في المستقبل فمن الضروري أن نقرأ للطفل منذ الولادة كما يجب أن نقرأ له في البيت والمدرسة وان نوفر لهم الكتب المناسبة ونهتم بالكتاب أمامه ونجعلهم يحبون ارتياد المكتبات الخاصة بهم . الآن في بلداننا العربية لدينا مشكلة أمية المتعلم, من القليل ان نجد أناس يقرؤون للمتعة يفترض ان يتوجه الانسان للقراءة لأنه يستمتع بها دون ان يشعر ان ذلك واجب وان يشعر بالرغبة بها ففي حال وفرنا المناخ المناسب والبيئة الملائمة وتزويد الأطفال بمهارات اللغة الفصحى دون العامية لأنه سيتعلم مناهجه من خلالها كونها اللغة الأم والهوية لهؤلاء الأطفال, ستكون النتيجة مليئة بالفائدة والمتعة. خاصة وأن الطفل أصبح يقارن ما بين الكتب العربية والأجنبية المرافقة لمنهاجه وينظر للغته الأم نظرة دونية وهو مؤشر خطير يجب التنبه له ويجب ان نسعى لتوقيف هذا الأمر باصدار كتب تتناول مواضيع تهمه وجذابة وتلبي احتياجاته لذلك . والعمل على تكثيف الجهود لجعل الطفل يلتزم ويحب لغته وهويته .
ويفترض توظيف الانشطة والفعاليات الثقافية لتشجيع القراء} فالطفل يحب الدراما التربوية والدمى والموسيقا والرسم والفنون بأنواعها وذلك بقصد ربط الثقافة بالمدارس وتنمية الروح الثقافية عند الطفل ما يفرض استخدام كل الأنواع الفنية وأدواتها لدعم اللغة العربية القراءة وهناك تعاون مع فنانين تشكيليين بدمشق كوننا بحاجة لرسامي كتب أطفال وهم ندرة بالعالم العربي لانه علم قائم بذاته وتخصص حساس نطلع هؤلاء الفنانين على الفن العالمي وما يرسمونه للأطفال لتطويرهم ومعرفة ما المطلوب من التوجهات الحديثة بغية الوصول الى نتائج جيدة..