بفعل التطورات التي طرأت على مؤسسات العمل المالي والنقدي مثل إحداث المصارف الخاصة وشركات التأمين والصرافة التي تتطلب طبيعة عملها جهود الفريق والغريب أن فروع شركات التدقيق الأجنبي تعمل في السوق بشكل غير قانوني, وبالمنطق إذا كان السوق صم وجود هذه الفروع فلماذا لا نؤسس شركات تدقيق سورية بالتشارك مع شركات وبيوت الخبرة في العالم.
حاجة التطور
الدكتور محمد جليلاتي نائب رئيس مجلس هيئة الأوراق والأسواق المالية أوضح النقاط السابقة في ورقة عمل قدمها أول أمس في المركز الثقافي في المزة بدعوة من جمعية المحاسبين القانونيين.
يقول الدكتور جليلاتي لذلك ونظراً للتطورات الكبيرة الحاصلة في مهنة المراجعة والمحاسبة لابد من إصدار قانون جديد يتماشى مع متطلبات الانتقال الى اقتصاد السوق الاجتماعي وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتمويل عملية التنمية.
وأضاف جليلاتي: يجب أن يسمح هذا القانون بالإضافة الى متطلبات رفع السوية العلمية والعملية للمفتشين المحليين بتكوين شركات تدقيق مهنية (مدنية) يمكن أن تضم في عضويتها مدققين أجانب أفراداً كانوا أم شركات بهدف تطوير المهنة والاستفادة من الخبرات والتقانة المتوفرة لدى شركات التدقيق العالمية كما هو متبع في معظم الدول العربية وفي ذلك تتم معالجة مشكلة تسجيل فروع شركات التدقيق الأجنبية المسجلة لدى وزارة الاقتصاد حالياً وحددت غايتها (بممارسة مهنة المحاسبة والمراجعة على ألا يتعارض عملها مع المادة /235/ من قانون المحاسبين علماً بأن هذه المادة هي من مواد قانون التجارة وليست من مواد قانون المحاسبين) وما يفرض ذلك أن نظام المحاسبين القانونيين مازال يعتمد على قانون صادر منذ العام 1958 وهو يفرض ألا تعطى رخصة بممارسة مهنة محاسب قانوني إلا لشخص طبيعي ممن يتمتع بجنسية الجمهورية العربية المتحدة, وبنفس الاتجاه نص قانون التجارة لعام 1949 على انتخاب مفتش الحسابات من جدول المحاسبين القانونيين الذي تضعه وزارة الاقتصاد والتجارة وبالعودة الى القوانين والمراسيم المتعلقة بالمصارف والتي صدرت مؤخراً لم تتضمن أية إشارة أو سماح بممارسة مهنة تفتيش الحسابات للأشخاص الاعتباريين أو للشركات الأجنبية, وحددت التعليمات التنفيذية للقانون (تعين الجمعية العمومية لمساهمي المصرف المؤسس وفقاً لأحكام القانون مدقق حسابات من خارج المصرف ومن المشهود لهم بالخبرة والسمعة الحسنة وتحدد مهامه في النظام الأساسي للمصرف.
متطلبات تطوير مهنة تفتيش الحسابات:
وأخيراً حدد جليلاتي متطلبات تطوير مهنة التفتيش الحسابي من خلال:
> إصدار قانون جديد يتماشى مع متطلبات سوق الأوراق المالية وقانون الشركات الجديد ورفع السوية العلمية للمفتشين القائمين على رأس العمل حالياً.
> يجب أن يتضمن هذا القانون إنشاء هيئة عامة (مجلس أعلى) للمحاسبة والتدقيق يعمل تحت إشراف وزارة المالية ويضم مندوبين عن كل من هيئة الأوراق المالية وجمعية المحاسبين القانونيين والمصرف المركزي وهيئة الإشراف على التأمين وعدد من الخبراء في مجال المحاسبة والمراجعة.
> تكون مهمة هذه الهيئة:
- تطوير واعتماد المعايير والقواعد المهنية.
- وضع القواعد اللازمة لامتحان الحصول على شهادة محاسب قانوني على أن يشمل ذلك الجوانب العلمية والعملية والمهنية لمهنة المراجعة بما في ذلك القوانين والأنظمة ذات العلاقة.
- تنظيم دورات التعليم المستمر بهدف تحديث المعلومات والمهارات المهنية والفنية في الموضوعات ذات العلاقة بمهنة المحاسبة والمراجعة بغرض زيادة الكفاءة المهنية والفنية.
- إعداد البحوث والدراسات الخاصة بالمحاسبة والمراجعة وما يتصل بهما وبخاصة فيما يتعلق بمسؤولية المفتش عن الغش والخطأ عند مراجعته للبيانات المالية وكذلك فيما يتعلق بموضوع المراجعة في بيئة أنظمة معلومات تستعمل الحاسوب.