وأشار غينغ خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في دمشق بمشاركة ممثلين عن جميع وكالات ومكاتب الامم المتحدة المعنية بالمساعدات الانسانية إلى أن الحكومة السورية منخرطة مباشرة في تقديم المساعدات الانسانية والخدمات العامة والاجتماعية التي يجب أن تزداد مع زيادة الحاجة والطلب لها.
ولفت إلى ما تقوم به المنظمات الانسانية وبالاخص المنظمات السورية الانسانية وفي مقدمتها منظمة الهلال الاحمر العربي السوري وشجاعتهم والتزامهم بايصال المساعدات رغم أن العديد منهم خسروا أرواحهم لاجل ذلك.
وأقر غينغ بأن ما تقدمه الامم المتحدة غير كاف على الرغم من تقديمها اكثر من 200 مليون دولار تشكل 50 بالمئة فقط من الاحتياجات المطلوبة لتقديم المساعدات لافتا إلى وجود فجوات عديدة في مساعداتها وهذا هو جوهر مهمتنا التي تتعلق بتحديد هذه الفجوات وايجاد حلول وطرق عالية الفعالية لتقديم المساعدات الانسانية في سورية.
وأكد مدير الاوتشا أن ما تركز عليه الامم المتحدة هو المساهمة في المساعدات الانسانية التي تقدر بنحو 590 مليون دولار ولم يتم تمويلنا السنة الماضية إلا بـ 50 بالمئة وهذا يدعو للقلق.
ولفت غينغ إلى الالتزام بالمبادئ الانسانية والامكانية من ابقاء السياسة بعيدا عن المساعدة الانسانية على جميع المستويات وعدم السماح بتسييس المساعدات وتوزيعها على أساس الحاجات وفي كل مكان.
وأكد غينغ أن خطة الاستجابة تحتاج إلى المزيد من المال من المتبرعين وهو ما يتطلب التطرق إلى الامور التي تدفعهم لكي يصبح لديهم مزيد من الثقة لتقديم مزيد من الاموال.
وأوضح مدير الاوتشا أن المباحثات مع الحكومة وجميع الاطراف كانت بناءة وتركزت على مسائل الوصول وأن كل من في هذا البلد لديه التزام بالقانون الانساني والمبادئ الانسانية وتأمين الوصول للاشخاص المحتاجين اينما كانوا مشيرا إلى أن هذا الالتزام هو قيد التطبيق اليوم.
ولفت غينغ إلى درجة الاحتياجات الانسانية والوضع الملح ومستوى الاحتياجات في كل المناطق التي زارها الوفد مؤكدا أنه تم الاتفاق مع الحكومة السورية على زيادة أعداد الطواقم الانسانية لما له من آثار ايجابية في اماكن مثل حمص حيث نستطيع القيام بالكثير عندما نكون على الارض.
وأوضح أنه تمت مناقشة تسريع العمليات الادارية وتسهيل معالجة تأشيرات السفر ومنح الاذون للعديد من الشؤون الادارية وأن يكون هناك مرونة أكثر لايصال المساعدة للمحتاجين بأسرع وقت ممكن.
وفي رده على سؤال عن الاوضاع في المناطق التي زاروها قال غينغ: نحن مطمئنون للغاية بعد أن لاحظنا على جميع المستويات درجة الوعي تجاه احترام المبادئ الانسانية والجميع في كل مكان يحصلون على المساعدة التي يحتاجون اليها لافتاً إلى ان المتضررين يتفاعلون مع الهلال الاحمر العربي السوري الذي يحظى بالاحترام ونحن فخورون للغاية بالعمل معه ولم نشهد من قبل نزاهة كهذه وشجاعة وهو ما نشجعه ونحن لا نستغرب ان نجد هذا في سورية لان هذا يعود لطبيعة السوريين.
وحول الوضع في ريفي حلب وادلب خاصة من جهة الحالة الصحية وتأمين الدواء وخطة تلبية هذه الاحتياجات أشار ممثل منظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان إلى أن هناك ادراكا تاما لمدى التخريب الذي لحق بالاجهزة الطبية والمشافي والمراكز الصحية مبينا أن مكتب المنظمة في سورية يعمل بشكل فعال مع السلطات المحلية لتوزيع المساعدات الصحية في عدد من الاماكن وأن هناك خطة لتوسيع توزيع الادوية الاساسية ولكنها تواجه مشكلة نقص التمويل.
وحول الدمار الذي لحق بالجامعات والمدارس وتأثر العملية التعليمية تحديدا ووجود خطة واضحة لمساعدة هذا القطاع أوضح ممثل الاونروا ريتشارد رايت أنه يتم بذل كل الجهود لتلبية الاحتياجات الانسانية ونعلم ان من بينها احتياجات تعليم الاطفال لافتا إلى أهمية ان يتمكن الاطفال المهجرون من التسجيل في المدارس في أي مكان وتقديم التسهيلات لهم لمواصلة التعليم وتوفير الدعم النفسي والتفاعل المجتمعي وتأمين بيئة آمنة لهم.
واشار ممثل الاونروا إلى أن الاحداث الجارية في سورية أثرت على اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والذين استضافتهم سورية بكرم منذ 60 عاما حيث تم تهجير أعداد منهم إلى اماكن أخرى متفرقة من سورية واستقبال بعضهم في مراكز الايواء مبينا ضرورة الحصول على تمويل كاف لدعم هذه التجمعات بمختلف المستلزمات.