وفي يراعي وما غنّى وما كَتبا
معرّشٌ في شراييني وفي كبدي
وفي فؤادي وإن في حبّها صُلِبا
***
قولوا: دمشقُ بأنغامٍ مُموسَقةٍ
تداعبُ القلبَ ولهاناً وملتهِبا
قولوا: دمشقُ فينسابُ الهواءُ لكم
عذباً نقياً ويجري الماءُ منسكبا
قولوا: دمشقُ فتزدادُ النجومُ سناً
وتورقُ الخمرُ في كاساتِها حَبَبا
قولوا: دمشقُ فما في الأرض من أحدٍ
إلا ونادَمَ إن صدقاً وإن كذبا
قولوا: دمشقُ فتأتمُّ الهداةُ بكم
وتصبحون منارَ الحقّ مرتقَبا
قولوا: دمشقُ فيسري العزُّ في دمكم
ويرفعُ الشعبُ رأسَ المجد منتصِبا
قولوا: دمشق فتغدو حمصُ سالمةً
ويُبسَط الأمنُ من درعا إلى حلبا
قولوا: دمشقُ فتعلو رايةٌ خفقت
بنجمتيها تحاذي الشمسَ والشهبا
قولوا: دمشقُ العلى أنفٌ بلا ذَنَبٍ
ومن يعادِ علاها كائنٌ ذَنَبا
قولوا: دمشقُ فيرتاعُ الذين بغوا
قتلَ النواطير لا خمراً ولا عنبا
قولوا: دمشقُ فتهتزُّ العروشُ لكم
وينحني رهبةً من لم يمِلْ طربا
قولوا: دمشقُ فترتجُّ السماءُ لكم
إذا غضبتُم كأنّ الله قد غضبا
قولوا: دمشقُ فزلزالٌ وصاعقةٌ
ويصبح الكونُ كلُّ الكونِ مضطربا
قولوا: دمشقُ فتنشلُّ الدُّمى جزعاً
ومن يديرونها يقضونها هَرَبا
قولوا: دمشقُ فلا يبقى ابنُ فاعلةٍ
إلا ويصبحُ في نيرانها حطبا
قولوا: دمشق فتُستَلُّ السيوف على
عنق الأعادي ويغدو السحرُ منقلِبا
قولوا: دمشقُ فيحمي الجيشُ تربتَها
من كلِّ غازٍ ويسمو باسمها رُتبا
قولوا: دمشقُ فيشتدُّ الزئيرُ بها
ويطردُ الأسدُ الأعدا ولو عربا