تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لغتنا

الملحق الثقافي
22-1-2013م
مانيا سويد

في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام تحتفل «اليونسكو» منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة باليوم العالمي للغة العربية، لكن احتفالها هذه المرة مع نهاية العام 2012م جاء مختلفا ومميزا،

ترك الشكليات ليقدم تجربة جد مفيدة وجديدة، حيث قامت المجموعة العربية في اليونسكو بعقد دورات لمحبي اللغة العربية في بعض المدن العربية وغير العربية، وكانت المديرة العامة للمنظمة «إيرينا بوكافا كول» من بين المتقدمين للمشاركة في إحدى هذه الدورات كدارسة وأعربت عن أملها في أن تجتاز الدورة التعليمية بنجاح لأنها بحسب قولها تحب لغتنا وتريد أن تتعلمها. وفي الاحتفاليات هذا العام شاركت شخصيات دولية محلية وعالمية، ومن أهم الفعاليات التي تضمنتها الاحتفالات العلاقة بين اللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى وآلية دعم ونشر لغتنا الجميلة بالإضافة إلى إلقاء قصائد قدمها مجموعة من الشعراء العرب.‏‏

وتعالت نداءات من جانب محبي اللغة العربية بتشجيع وزارات الثقافة والتربية والتعليم والإعلام في الدول العربية على الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، وأعربت المنظمة عن رغبتها في متابعة تلك الاحتفالات والإشراف عليها من خلال المجموعة العربية بالمنظمة، وبذلك تكون المنظمة، باعتبارها منظمة دولية تقدم خدماتها لجميع الثقافات في مختلف البلدان، قد فعلت أقصى ما يمكن أن تفعله تجاه لغة ليست هي الوحيدة التي يجب أن تكون في دائرة اهتماماتها، وفي الوقت نفسه تكون قد ردت على الادعاءات التي يرددها البعض من أن اليونسكو تتوقع انقراض العديد من اللغات حول العالم ومن بينها اللغة العربية.‏‏

لكن يبقى دورنا نحن تجاه لغتنا، ماذا يجب أن نفعل من أجلها؟ هل نكتفي بما قامت به اليونسكو؟ وهل نكتفي بالاهتمام بها في يوم واحد فقط كل عام؟ وهل يكفيها أن يكون مكانها في المدارس فقط؟ إن ما يثير الألم هو أن نجد استعمال اللغة العربية في المحافل والملتقيات، بما فيها الثقافية والأدبية، قد أصبح شحيحاً، فتراجع هذا الاستعمال لصالح اللهجات المحلية التي تبدو أثقل على اللسان وأصعب على الفهم بالنسبة لغير الناطقين بها، في الوقت الذي نملك لغة أصلية واحدة قادرة على مواجهة معضلتي النطق والفهم، والمثير للدهشة والعجب أن تلك اللهجات المحلية تتغير وتتبدل ويضاف إليها المزيد من الألفاظ العجيبة الغريبة في كل يوم حتى أنها تستقبل أحياناً مفردات تخدش الحياء.‏‏

عربيتنا هي لساننا الذي ينطق بما تحويه صدورنا، وهي وسيلتنا للتعبير عن أفكارنا، وهي الأقدر على تعريف الآخر بنا وبثقافتنا، لذا فمن حقها علينا ومن واجبنا نحوها أن نوليها قدراً أكبر من اهتماماتنا وأن نقدم لها المزيد من الرعاية والاهتمام ليس في المراحل الدراسية فحسب، ولكن أيضاً في كل تفاصيل حياتنا اليومية، يجب أن ننزع من ثقافتنا فكرة أن اللغة العربية هي فقط لغة القاعات والمؤتمرات والفصول الدراسية ونشرات الأخبار.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية