كما تؤكد الأبحاث أن المتلقي يبحث عن التسلية في مختلف وسائل الاتصال ولكنه يأخذها من التلفزيون أكثر مما يأخذها من الوسائل الأخرى مجتمعة. وقد أصبحت المسلسلات التلفزيونية الكوميدية مادة الترفيه الأولى في القنوات المختلفة وأصبحت المادة الأكثر رواجاً ومشاهدة, وربما تأثيراً, وبالرغم من وجود تفاوت نوعي وكمي في مشاهدة المسلسلات التلفزيونية من مجتمع إلى آخر فإن الأبحاث الإعلامية تؤكد أن الشرائح المختلفة من جمهور المشاهدين تقبل على مشاهدة المسلسلات الكوميدية بغض النظر عن عمر المشاهد أو جنسه, وإذا ما سألنا مواطناً لا على التعيين أن يختار بين مادتين تلفزيونيتين الأولى جادة والثانية ترفيهية فإنه سيختار المادة الترفيهية على الأغلب.
وللمواد الترفيهية سواء أكانت مسلسلات كوميدية أم مسابقات أم برامج مضحكة كالكاميرا الخفية مثلاً.. فائدة ومتعة حقيقية للمشاهد, فهي تفيد في الاسترخاء والحلم وربما الهروب أو التنفيس.. وتمنح نوعاً من الارتياح من الكد والرتابة المملة في حياتنا اليومية.
هكذا يزداد إقبال المواطن على مشاهدة البرامج الترفيهية والمسلسلات الكوميدية بسبب الطابع الجذاب والمشوق لهذه المواد وجمود ما عداها من المواد بدرجات مختلفة, كما أن الأوضاع السياسية والاجتماعية ومشكلات الحياة اليومية عموماً هي السبب الرئيسي الذي يدفع بالمواطن للبحث عن التسلية والفكاهة والكوميديا.
ولأننا نريد كوميديا محلية تعكس الواقع الذي نعيشه لا كوميديا مستوردة, ولأننا بتنا مرضى من كل هذا الواقع... لذلك فنحن بحاجة إلى جرعات كوميديا إضافية, تسلينا وترسم بسمة, وإن كانت خفيفة على وجوه قلما تبتسم.