|
لماذا لا تصوم الكوميديا السورية في رمضان?!! فضائيات
دقائق عديدة قضاها الفنان محمد خير الجراح صامتا بعد أن قبض على ضحيتيه وبدأ يرمي بنكاته السمجة, ولكن ليس هذا المستغرب بل انه بدا واضحا انه لم يحضر جيدا لما يقوم به,إذ انه مضت بضعة دقائق ثقيلة بعد أن عجز عن إضحاك المقبوض عليهم أو رواية نكات بعد أن استنفذ النكات التي يحفظها! في مشهد آخر يأتي مقدم آخر في البرنامج ليمسك بالمطرب جلال حماد وعائلته,وبعد أن روى له إحدى النكات فانه يقع في مأزق فهو يحتاج إلى نكتة أخرى ومع ذلك فانه لا يخجل من الاعتراف أن ذاكرته لاتسعفه ,الأمر الذي يجعله يطلب من المطرب الغناء لكي يتذكر نكتة!! الفنانة سوسن ميخائيل كانت محظوظة إذ إنها وبعد ثوان من إمساكها بزوج وزوجته يبدآن بالضحك حتى قبل أن تحكي لهما أي نكات ومع ذلك فان ما أنقذها ليس ضحك الزوجة المتواصل بل الورقة التي تمسكها وتقرأ النكتة منه,زميلة لها في البرنامج تتمسك هي الأخرى بالورقة وكأنها منقذها الوحيد تتلو النكتة تلو الأخرى..!! ليس مشكلة هذا البرنامج في النكات السمجة سواء المروية أو المقروءة ,ولا وفي الطريقة التي يقحم فيها معدو البرنامج أنفسهم كيفما اتفق على الناس لكي لا يضحكوهم,ومن ثم من يربح أو يخسر سيان,بل المشكلة أنه من الواضح غياب التحضير والتعامل العشوائي مع البرنامج,وكأنه طالما برنامج كوميدي فكل شيء مسموح فيه,ثقل الدم,الفجاجة ,السماجة....و ربما كلها تدخل في باب المفردات الكوميدية من وجهة نظر صناع البرنامج ,الذي نستغرب كيف يدرجه التلفزيون السوري في عداد برامجه التي تذاع على الفضائية السورية.وهذا البرنامج ليس الوحيد من مثل هذا العيار الثقيل في الفجاجة الذي تعرضه الفضائية السورية بل هناك برنامج(نقطة انتهى). وإذا كان برنامج (أوعى تضحك) يمنع الناس من الضجك,فان برنامج (نقطة انتهى) يقوم بدور مواز له,يكمله... انه يبكيهم, يزعجهم,يكاد يخنقهم,ولا يمر احد ممن يقبض عليهم البرنامج دون أن يزعجهم ويخرجهم عن طورهم,ولا نعرف ما المضحك في هذا الأمر!!. الفنانة جيهان عبد العظيم وان كان يحسب لها أنها تختار أدوارها بعناية وتنوع في خياراتها,ولكن ما يحسب لها أكثر من أي شيء آخر اللطافة واللباقة والصبر الذين أظهرتهما في (نقطة انتهى)إذ انه بمجرد أن يوحي إليها ممثل البرنامج رضوان قنطار الذي ينتحل شخصية والد مع ابنته, أنه واقع في مأزق وأنه يحتاج لمعونة باعتبار أن سيارته تواجه مشكلة تسارع الفنانة لمساعدتهما,هذه المساعدة سرعان ما تتحول إلى مشكلة كبيرة لها,فعدا عن ثقل الدم ,وغلاظة الابنة وأبيها,ومحاولتهما الفاشلة للاستظراف عن طريق رفع عيار الإزعاج للفنانة,وإيصالها إلى مرحلة الانهيار بعد أن أفهماها أن سيارتها تحترق,ولا يكتفيان بإزعاجهما إلى هذا الحد بل يستمران حتى بعد أن تدخل إلى سيارتها وتبدأ بالبكاء إلى أن تصل حد الانهيار التام,فيقولان لها الكاميرا الخفية!! وإذا كانت الفنانة جيهان عبد العظيم تصرفت بهذا الأسلوب الناعم,فان الفنان المصري أحمد زاهر يقلب الطاولة رأسا على عقب ويهجم على رضوان قنطار لكي يضربه,ولكن ما فعله هذه المرة ممثل البرنامج قنطار لا أعرف بماذا يمكن وصفه!!إذ أنه يلعب دور مذيع يريد أن يجري لقاءا مع الفنان المصري,الذي يناديه في كل مرة باسم مختلف,ويخلط أعماله بأعمال أخرى,ويا ليته يكتفي بمرات قليلة بهذا الخلط ببل انه يتابع إلى أن يخرج الفنان أحمد زاهر عن طوره ويزعجه إلى أقصى حد وتبدو الطامة الكبرى عندما يقدم له المهرج قنطار البرنامج على انه برنامج سوري,فهل هذا هو طموح البرامج السورية أن تقدم نفسها بطريقة تهريجية مبتذلة مزعجة إلى أقصى حدود الإزعاج,ولم يكن الفنان المصري الوحيد ضحية الإزعاج بل أن البرنامج مستمر إلى نهاية رمضان بإزعاج العديد من الفنانين المصريين والسوريين والأردنيين أيضا وإخراجهم عن طورهم ليحقق بذلك أقصى طموح عند صانعيه الذين تفوقوا عن كل برامج الكاميرا الخفية التي سبقتهم بالفظاظة وإزعاج الناس والفنانين على حد سواء,وبإقحام الفنان سمير مصري بالظهور في لقطة بداية البرنامج وأخرى في ختامه ليقدمه بطريقة لا تقل رداءة عن البرنامج ذاته.. وإذا كان هذا هو نمط البرامج الكوميدية التي سيهدينا إياها التلفزيون السوري في رمضان فان أقصى أمنياتنا أن يصوم عن تلك البرامج عله يحظى ببعض الثواب...
|