ولن يفضي إلى نتيجة البتة الاجتماع المزمع عقده بين الرئيس الأميركي جورج بوش والفلسطيني محمود عباس, وفي موازاة ذلك, أعلنت الحكومة الإسرائيلية قطاع غزة (كياناً معادياً).
وهذا المصطلح وإن لم توجد له أي دلالة في القانون الدولي, إلا أن إسرائيل اعتادت أن تعني بذلك, وكما جاء في بيان صادر عنها (أنها ستفرض عقوبات إضافية ضد حركة حماس, تمنع فيه انتقال الممتلكات إلى قطاع غزة, وقطع امدادات النفط والكهرباء).
أي إن ذلك يعني تضييق الخناق أكثر على الفلسطينيين ضمن إطار احكام عقوباتها الجماعية التي تفرضها على الشعب الفلسطيني في ظل صمت مطبق للمجتمع الدولي والقوى العظمى, فأين هو, على سبيل المثال المدافع عن مبدأ (التدخل الإنساني) برنارد كوشنير وصف هذا الإجراء مستنكراً غوش شالوم, أحد دعاة السلام في إسرائيل قائلاً (إن تجويع غزة وسكانها هو جريمة وحتى جنون, إننا وبإساءة معاملة مليون ونصف مليون نسمة, سوف نخلق أشد الاعداء لنا).
ووصفته واستنكرته بعض المنظمات والاحزاب الأوروبية بأنه (تصعيد خطير في الحرب المستمرة التي تخوضها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني) أو أنه تصعيد في سياسة القوة.
وضمن هذا السياق ينبغي تكثيف كل الجهود في سبيل تسهيل اجراء مفاوضات فعلية لإيجاد حل متفاوض عليه للصراع يفضي إلى الالتزام دون مهلة لحل المسائل المعلقة بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة, وتفكيك المستوطنات وإزالة جدار الفصل لتهيئة الشروط اللازمة لإقامة دولة فلسطينية طبقاً لقرارات الأمم المتحدة.
ومع اقتراب عيد الكيبور اليهودي, فرضت السلطات الإسرائيلية حصاراً شاملاً على الأراضي الفلسطينية في غزة وفي الضفة الغربية, ويمكن أن يمتد هذا الحصار الخانق لغاية أعياد السوكوت, وضمن هذا المناخ: أي ثقة يمكن أن نتوقع أن يمنحها آلاف الفلسطينيين المحتجزين ضمن سجن كبير للمؤتمر الواشنطي للسلام?