ولم تحقق أي من النتائج المرجوة في الوقت الذي كان فيه أيهود أولمرت يهدد ويتوعد بمحاصرة مليون ونصف فلسطيني من شعبه ويحكم عليهم بالجوع والبؤس والحرمان.
ولو أن أبا مازن يرفض المشاركة في القمة المزمع عقدها في الخريف أو عقد أي اجتماع آخر إلى الحين الذي يرفع به الحصار عن غزة, وربما على أبي مازن أن يعلن عن رفضه عقد أي اجتماع دون حضور اسماعيل هنية الرئيس المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني, ولو كانت إسرائيل راغبة بالسلام فإنها ستحترم ما يطلبه عباس لا أن تعمل إلى عقد (اتفاق المبادىء) مع زعيم يعجز عن تقديم شيء لها, كما يتعين عليها أن تسعى إلى جعل الشعب الفلسطيني ينظر إلى أبي مازن كقائد وليس كدمية تحرك خيوطها إسرائيل والولايات المتحدة.
منذ أن أعلنت واشنطن (وخلفها إسرائيل) عن عقد قمة للسلام واعتبارها هذا الأمر إنجازا مهما يعول عليه آمال كثيرة, كان على أبو مازن أن يعلن مقاطعته لهذا الاجتماع في محاولة منه للضغط من أجل تحقيق بعض الانجازات لشعبه وخاصة الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة تلك المنطقة التي تهيمن عليها منظمة حماس في الوقت الذي لا يستطيع غض الطرف عن الظروف اللاإنسانية التي يعيشها سكان غزة وكأنهم في سجن أقامته (إسرائيل) لهم لكن الانطباع العام هو أن أبا مازن ليس أكثر من سياسي بقي على رأس السلطة بحكم الاستمرار, يتعين على كافة الصقور المشاركة في مؤتمر السلام إذ إن السلام سيصاغ بين أعداء الداء, أما مشاركة دولة مثل المملكة العربية السعودية فهو أمر غير مجد إن لم يكن في هذا المؤتمر تمثيل فلسطيني حقيقي, ذلك لأن أبا مازن في وضعه الحالي لا يمثل سوى نصف الشعب الفلسطيني وإن عقد نصف اتفاقية يحكم على أي اتفاق يعقد بعدم التنفيذ ذلك لأنه سيواجه معارضة عنيفة من حماس, وعليه فإن من مصلحة الأطراف كافة, ومن ضمنهم أبو مازن دعوة حماس إلى المفاوضات إذ إن مؤتمرا للسلام لا تشارك به حماس وسورية, ما هو إلا مهزلة لن تسفر عنها أي نتائج ملموسة, لكن قصور نظر التحالف الثلاثي المشكل من القدس- واشنطن- رام الله بمحاولة تعزيز رؤيتهم لمحادثات السلام دون وجود شركاء فعليين قادرين على حسم الأمور سوف لن يحقق النتائج المرجوة وكل ما يمكن تحقيقه هو الحصول على تصفيق من العالم لسراب لا يلبث أن يزول في الواقع.
من غير المتوقع أن يتخلى أبو مازن عن أفكاره ويدعو حماس للمفاوضات باعتبارها المنظمة التي اختارها الشعب لقيادته, لكن ما يتأمله المرء من رجل يشغل منصب رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية هو أن يبذل قصارى جهده لما فيه خير الشعب خاصة في ضوء الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة, لكنه بدلا من السعي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الأعمال العدائية ورفع الحصار عن غزة نجده يكرس جهده مع التحالف الثلاثي لصيانة وثيقة لا تستحق الورق الذي تكتب عليه والتي لن يكون مصيرها إلا كمصير سابقاتها من الوثائق والمقررات ( إلى مزبلة التاريخ).
بتقديرنا نرى أن هذا المؤتمر لن يفضي إلا إلى زيادة الصعوبات والمشاق على سكان غزة ومن الجدير بأبي مازن عدم المشاركة في تلك المهزلة.