حـــبٌ عابــــر..
رؤية الخميس 20-2-2020 لميس علي كان يتحدّث عن الحبّ، حين اقتحم ذاكرتي نص «رحلة في مجاهل موت عابر» لسعد الله ونوس، لوهلة، تُهتُ في محاولة إيجاد صلة وصل بين مفهوم الحب لديه ورحلة الموت العابر لدى ونوس..
خيط التداعيات انفلت من خَلْطِه اللاواعي بين الحب والصداقة، نحو مختلف رحلات مجهولة نعبرها في مشوار الحياة. وتسرح بي التداعيات نحو ذاك السديم الذي ذكره ونوس بمقدّمة نصّه: «في جحر لا يشبه الأمكنة، وفي وقتٍ لا صلة له بالأزمنة، في سديم لا يميّز المرء فيه بداية أو نهاية».. إنها غيبوبة الموت، ولا نعلم كم تتلاصق أو تتقارب وغيبوبة الحب..؟؟ هل يمكن للحب والموت أن يكونا صنوين في عبورهما مجاهل «الآني واللحظي»..؟؟ «أقنعة» منصات التواصل تُسهم يومياً بانتهاك مفاهيم قيمية جمالية كما الحب والصداقة.. التي تُباح.. وتُنتهك على مذابح شرفات «الافتراض» لدى فئة تتقن (الركمجة) ضمن أمواج صفحات الموقع الأزرق وأشباهه.. الذين على أيديهم تتقزّم تلك المفاهيم وتسبح في سديم من فوضى غير محدودة.
بهدوءٍ انهيت استماعي للمزيد من خلطه الغائم الضبابي.. لأصل إلى عنوان يليق بحديثه.. «رحلة في مجاهل حبّ عابر».. لكنه ليس العبور الذي يتماهى وقطع المسافات أو تجاوز المحيطات.. إنه عبور نحو لحظية الاستهلاك والاستهتار. رحلة في مجاهل حب عابر.. رحلة آنية... لا تمتلئ سوى بالمزيد من طحن عفوية العلاقات وحميمية ديمومتها.. لصالح مسخها في «الجيب العلوي».. حبيسة ضمنه مهما بدت مترامية الضفاف بأبعادٍ لامتناهية.. تبقى مغرقة في السطحية.. دون أي عمق يُذكر.
lamisali25@yahoo.com
|