ورد المقاومون باطلاق عشرات الصواريخ على بلدة سديروت جنوبي فلسطين المحتلة ما اسفر عن اصابة خمسة اسرائيليين فيما اعتبر بأنه اعنف قصف تتعرض له سديروت منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية.
وذكرت الانباء ان اربعة فلسطينيين استشهدوا بعد ظهر أمس جراء غارة جوية اسرائيلية على حي الزيتون شرقي مدينة غزة.
وكان اصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح خلال قصف مروحيات حربية اسرائيلية فجر امس لمنازل فلسطينية في قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية ان طفلاً وامرأة وشاباً اصيبوا بجروح في القصف الذي احدث اضراراً في ثلاثة منازل وورش صناعية.
واكد شهود عيان ان المروحيات الاسرائيلية شنت ثلاث غارات على منازل المواطنين الفلسطينيين والحقت بها اضراراً جسيمة.
كما شنت طائرات الاحتلال غارة جوية اخرى على شمال قطاع غزة استهدفت حسب مصدر عسكري اسرائيلي حقلاً في بيت حانون.
وقال شهود عيان ان سحابة من الدخان ارتفعت فوق المنطقة.
ونفذت طائرات حربية اسرائيلية طوال يوم أمس غارات وهمية فوق القطاع.
طائرة اسرائيلية تحطم في بيت حانون
الى ذلك تحطمت طائرة اسرائيلية مساء أمس قرب مدينة بيت حانون في قطاع غزة.
ونقل مراسل قناة الجزيرة الفضائية عن شهود عيان قولهم ان الطائرة تحطمت قرب مدينة بيت حانون وان الفلسطينيين من سكان المدينة المذكورة جمعوا بعضاً من حطامها الا انه لم يذكر نوعية الطائرة التي تحطمت.
تعزيزات اسرائيلية شمالي القطاع
وقد قام جيش الاحتلال صباح امس بنقل قوات عسكرية باتجاه منطقة قريبة من شمال قطاع غزة وذلك بعد ان ترأس شاؤول موفاز وزير الحرب الاسرائيلي جلسة تشاورية مع كبار ضباطه لدراسة امكانية شن حملة برية اسرائيلية على قطاع غزة. وامر موفاز قواته بالقيام بسلسلة عمليات في قطاع غزة وتخريب وضرب البنى التحتية الفلسطينية.
وذكرت اذاعة اسرائيل ان موفاز اجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون الذي اعطى الضوء الأخضر للجيش للقيام بعمليات في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك الهجوم الجوي المتواصل.
كما امر بتعزيز القوات الاسرائيلية شمال القطاع تمهيداً للقيام بعمليات برية في القطاع.
وقد فرض جيش الاحتلال حصاراً عسكرياً كاملاً على جميع الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة الى اجل غير مسمى بحسب ما اعلن متحدث عسكري اسرائيلي.
المقاومة ترد
وازاء هذه الاعتداءات الاسرائيلية التي كانت بدأت امس الأول مع القصف الجوي الذي استهدف احتفالاً عسكرياً لحركة حماس ما اسفر عن استشهاد 19 فلسطينياً واصابة اكثر من ثمانين بجراح, ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بقصف عنيف ليل الجمعة -السبت لمستوطنة سديروت الاسرائيلية جنوبي فلسطين المحتلة ما اسفر عن اصابة خمسة اسرائيليين بجراح.
وقال الناطق باسم بلدية سديروت ان القصف المتواصل بدأ بعد منتصف الليل ولم نر شيئاً من هذا المثيل في السابق, وقد اطلقت صفارات الانذار لثلاث ساعات دون انقطاع.
وافادت مصادر عسكرية اسرائيلية ان 21 صاروخاً على الأقل اطلقت على سديروت إلا أن حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية التي تبنت هذه العملية قالت انها اطلقت 35 صاروخاً.
وسديروت البالغ عدد سكانها عشرين الفاً مزودة منذ 2004 بنظام انذار من الصواريخ اليدوية الصنع التي تطلق من قطاع غزة. ويمنح هذا النظام الذي يرصد الصاروخ منذ اطلاقه ويحدد مساره, مهلة زمنية للسكان من 15 الى عشرين ثانية ليختبئوا في الملاجئ.
وقد شيع نحو عشرين الف فلسطيني امس في قطاع غزة شهداء الانفجار الذي وقع في مخيم جباليا امس الأول.
وقال نزار ريان احد قادة حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس ان حجم الرد على العدوان الاسرائيلي الاخير في قطاع غزة متروك لكتائب عز الدين القسام.
يشار الى ان من بين الشهداء الخمسة عشر ستة من حركة حماس وثلاثة من حركة فتح.
وتظاهر مئات الطلاب المصريين في جامعتي القاهرة وعين شمس امس تنديداً بالاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة مرددين هتافات مستنكرة للعمليات العدوانية التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وطالب احمد قريع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي واللجنة الرباعية والادارة الاميركية بالتدخل لوقف التصعيد الاسرائيلي الخطير في قطاع غزة.
وقال قريع للصحفيين في رام الله ان الوضع خطير جداً وان اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور.
كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بشدة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة مؤكداً انه يمثل تصعيداً خطيراً ضد الشعب الفلسطيني ويعكس عدم رغبة اسرائيل في السلام.
واضاف موسى ان مشاورات عربية على مستوى عالٍ بدأت خلال الساعات الاخيرة للنظر في التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته.