بأي شيء خارج نطاق الامتحان حتى عادت الهموم تطبق الخناق عليهم من جديد فإطلالة العام الدراسي الجديد ما هي إلا استكمال لمسيرة معاناة وقلق باتت رفيقة حياتهم الدراسية وخاصة لطلاب السنتين الخامسة والسادسة في هذه الكلية وهذه المعاناة والصعوبات لا يتعدى حلها كما يرى هؤلاء الطلاب حدود المعقول ولا تتطلب الكثير من المشاورات والمناورات كما هو معهود دائماً.
ماذا يحصل في كلية الطب البشري السنة الخامسة?
اشتراك اثنين من دكاترة الكلية في إعطاء مقرر واحد من المقررات المطلوبة وهذا كما نعلم أمر جد طبيعي يحصل في جميع الكليات ولكن ما حدث أن أحدهما اعطى المحاضرات المقررة والآخر وضع اسئلة الامتحان دون حتى أن يلقي نظرة على المحاضرات المعطاة من قبل زميله والنتيجة اسئلة من خارج المحاضرات المطلوبة والرسوب سيد الموقف لمعظم الطلاب وبذلك يكون الطالب هو الحلقة الوحيدة المفقودة في هذه المعضلة وهنا يخشى معظم الطلاب أن تتكرر هذه المشكلة معهم في مقررات الفصل الدراسي الثاني أما المشكلة الثانية فتكمن في عدم وجود مراجع أجنبية تساعدهم في التوسع بدراسة مادة الأمراض المقررة لديهم ما يجعلهم تائهين بين محاضرات الكلية المكتوبة بخط أحد الطلاب والتي يرى فيها الكثير أنها ليست قيمة ولا تقدم معلومات يمكن لطالب سنة خامسة أن يستفيد منها وبين كتب الكلية القديمةوالتي لم يوضح لهم أحد حتى الآن على الرغم من تساؤلاتهم الكثيرة لدى مسؤولي هذه الكلية إن كان باستطاعتهم اتخاذها مرجعاً لهم في دراستهم أم إنها لم تعد تصلح? ودائماً لا جواب.
أما المعضلة الأخرى التي تؤرقهم فهي انعدام جسر التواصل نهائياً بين طلاب هذه السنة واساتذتهم لدرجة أن معظمهم أكد أن هناك إهمالاً تاماً من قبل اساتذتهم لهم مشيرين في الوقت نفسه إلى أن عيادات بعض هؤلاء الاطباء وأعمالهم خارج الحرم الجامعي تقع في المرتبة الأولى لديهم متناسين أو بالأحرى تناسوا أن هؤلاء الطلاب أمانة في اعناقهم.
وبالإضافة إلى ذلك وكما ذكر العديد من طلاب هذه السنة أن بعض اساتذتهم لا يكلفون انفسهم عناء المحاضرة بل يكتفون بنسخها على (سيديات) وتوزيعها على الطلاب متجاهلين أمراً في غاية الأهمية وهو هل يا ترى سيفهم هذا الطالب وحده شرح المحاضرة أم لا?.
وليضيف معظم الطلاب سؤالاً بات يحيرهم: لماذا يصر معظم المسؤولين الإداريين في كليتهم على استلام مناصب ليسوا قادرين على تحمل مسؤوليتها وإدارتها في غمرة انشغالاتهم اليومية خارج نطاق الحرم الجامعي? وليكملوا إذا كانوا غير قادرين على تحمل مسؤوليتهم تجاهنا فليتركوا أماكنهم لأشخاص يديرون لنا أذناً مصغية على الأقل ويحلون بعضاً من مشكلاتنا والأهم من ذلك كله معاملتنا على أنناطلاب في كلية الطب وليس غير ذلك.
وبالانتقال للحديث عن ستاجات هذه السنة فحدث ولاحرج فهي بنظر معظم طلاب السنة سيئة جداً وكما نعلم أن ستاج السنة الدراسية ما هو إلا مرحلة تهيئة للانتقال إلى الحياة العملية لكن ما يحصل أن هذه الستاجات نظرية بحتة فكل أستاذ يعيد لهم شرح الدرس النظري داخل الستاج العملي لدرجة أحسوا فيها أنهم طلاب كلية نظرية بحتة بعيدة كل البعد عن كلية الطب فمهمتهم فقط حفظ المادة وتقديمها دون أي تدريبات عملية.
ولتنتهي القصة مع معاناة السنة الخاصة بالمحاضرات المكلفة والتي باتت تثقل كاهلهم وتزيد همومهم هماً آخر فقد أصبحت المحاضرات قضية تجارية لدرجة أن معظهم أكد أنه يدفع أكثر من 4000 ل.س ثمناً لمحاضرات فصل دراسي واحد على الرغم من أن الكتب الجامعية لهذه المرحلة أرخص ثمناً وهي متوفرة بمستودعات الكلية.
ولكن لا أحد من اساتذتهم يعترف بها بل يقرون دائماً بأنها ليست لها فائدة ليطرح السؤال هنا إذا كانت ليست لها فائدة فلماذا طبعت بالأصل?.
قصة معاناة طلاب السنة السادسة
في السنة السادسة كما ذكر لنا معظم الطلاب أنه لاتتوفر لديهم محاضرات اختصاصية بل عليهم أن يستعيدوا قراءة ما أخذوه في السنتين الرابعة والخامسة وتكمن المشكلة كما سردها الطلاب بأن معظم هذه المحاضرات في كلا السنتين تغيرت عما كانت عليه سابقاً وإلى الآن وعلى الرغم من تساؤلات الطلاب للعديد من المعنيين لم يعرفوا بعد ما هو المنهاج المطلوب في امتحانهم الأخير هل هي المحاضرات التي اعتمدوها في سنتهم الرابعة والخامسة أم المحاضرات الجديدة التي تغيرت وكان الجواب دائماً عدم جواب ولتكون الحيرة والقلق سيدي الموقف هنا لذلك ارتأى هؤلاء الطلاب اتخاذ صفحتنا منبراً يوجهون به سؤالهم المهم للمعنيين بالأمر علهم يحصلون على الجواب الذي سيساعدهم في البدء للتحضير لامتحاناتهم النهائية قبل فوات الأوان.
أما المعضلة الأخرى لدى طلاب السنة السادسة فتقف عند مقابلات التخرج وخاصة في مادة الأطفال حيث يكون مزاج رؤساء اللجان والحظ سيدي الموقف لتلعب هنا مقولة الخيار والفقوس دوراً كبيراً ..
فقد أكد معظم الطلاب أن مزاج رؤساء اللجنة المخصصة للمقابلة يكون له على الأقل 60% من نجاح الطالب أو رسوبه في المقابلة وليبقى عندئذ التحضير والتعب والجهد والاجتهاد خارج حدود هذه المقابلة أما الحظ, فلذلك وكما روى الطلاب قصة أخرى أيضاً فعند المقابلة يقسم الطلاب على عدة لجان اختصاصية وهنا تكمن المشكلة حيث إن بعض اللجان تأخذ بعين الاعتبار عند إجراء المقابلة أنه طالب سنة سادسة ومصير تخرجه وبداية الحياة العملية لديه متوقف على هذه المقابلة فتعطيه علامة النجاح على الرغم من وقوعه في اخطاء كثيرة عند الاجابة على تساؤلات اللجنة بينما لجنة أخرى ترى في الطالب الممتحن لديها كأنه طالب اختصاص وليس طالب سنة سادسة لم يبدأ اختصاصه بعد فتبدأ عندها بسرد الاسئلة المعقدة والصعبة ولتكون النتيجة الرسوب عند أقل خطأ يقع فيه الطالب عند الاجابة عن الاسئلة غير آبهة بأنه سينتظر عاماً آخر حتى يستطيع أن يحصل على الاختصاص..
وليوجه طلاب هذه السنة هنا سؤالاً لما لا نمر جميعاً على لجنة واحدة عندها نعرف أنه لايوجد خيار وفقوس ومزاج متعكر وصاف بل يكون العدل سيد الموقف بين جميع الطلاب فينجح من يستحق ويرسب من يستحق أيضاً وبهذا نرى أن جهودنا عندئذ لن تذهب سدى ولن نضطر عندها أن نضع محاضراتنا جانباً ونبدأ بالدعاء أن نأتي عند هذه اللجنة وأن لايسوقنا الحظ السيء إلى لجنة أخرى.