تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أيها المشاهدون :سوّغوا عفويتكم

فضائيات
الأحد 17/2/2008
معن عاقل

هل نظلم شاشتنا فعلاً إذا قارناها بشاشة الجزيرة أو العربية أو الجديد و غيرها من الأقنية التي نسارع إليها عند وقوع حدث مهم ?

أم أنه يجب علينا حقاً الاكتفاء بالمقارنة مع الشاشات و القنوات الرسمية المشابهة لها ? أم أن منطق و منهج المقارنة ظالم بطبيعته لأنه يلغي مجموعة هائلة من الشروط و الظروف الخاصة التي تعمل فيها كل فضائية ?‏

أنا شخصياً ضد مبدأ القياس لأنه يحجر الوقائع المستجدة عند حدود النماذج المعطاة , و أساند بقوة مبدأ الاجتهاد , لأنه يفسح المجال أمام التجريب و بناء نماذج جديدة , لكنني في الوقت نفسه مقتنع بوجود عتبات نوعية تتطلب مهارة الاستقراء الهادف إلى بناء رؤية وظيفية للإعلام المتلفز بشكل خاص و للإعلام بشكل عام .‏

هذا يعني أنه من المشروع تماماً أن نسأل أنفسنا لماذا نضغط جهاز التحكم على قناة ما فور سماعنا بوقوع حدث مهم , و لماذا نختار قناة ما و نتعلق بهذا البرنامج الذي تبثه و أحياناً ننتظره بشغف , و لماذا تحدث تلك المفارقة الرهيبة عندما يتابع الإعلاميون و حتى المسؤولون عندنا أحداثاً على الشاشات و القنوات الأخرى متجاهلين تماماً شاشتهم ?‏

هنا لا يتعلق الأمر بالمقارنة و لا بالظلم , بل يتعلق بجوهر الإعلام و صميم المهنية الإعلامية و تأتي المقارنة كشكل زائف لجوهر الإشكالية المتعلقة بقدرة مؤسساتنا الإعلامية على مواكبة الأحداث و تقدير مستوى أهميتها و ضرورة إشباعها خبراً و تحليلاً و تعليقاً و حواراً , ليس فقط من زاوية المضمون و إنما أيضاً من حيث الشكل و التقنية .‏

أعتقد أننا سنظلم أنفسنا , كإعلام و كمجتمع , إذا قارنا بين ما كان و ما صار , لأن ما استجد إذا لم يتجاوز عتبة معينة سيبقى مجرد رتوش على اللوحة المهترئة , و سيظل نوعاً من سباق السلاحف مع جياد أسرع من الريح في السهول .‏

المطلوب , بل الواجب يفرض علينا الاستقراء , أي دراسة و تقييم تجارب الآخرين الناجحة و المبدعة , لا لتقليدها أو استنساخها مع أن ذلك في حد ذاته ليس عيباً أو نقيصة , و إنما للإجابة في الحد الأدنى على تصرفاتنا العفوية أحياناً و المدروسة أحيانا أخرى التي تتجاهل قنواتنا في اللحظات الحاسمة و تلجأ إلى تلك التخوم القصية لتروي منها ظمأها .‏

بالتأكيد لن نقارن قنواتنا بالقنوات الرسمية الأخرى , و لا نريدها أو الأصح لا نطالبها أن تستنسخ تلك النماذج الفعالة و الناجحة , ونأمل ألا تقارن نفسها بنفسها بين الأمس و اليوم حتى لا تتمرى بمرآة ذاتها , لكننا نطالبها بالضبط أن تقوم بكل ذلك في آن معاً , اجتهاداً لا قياساً , استقراءً لا مقارنة , عساها تستطيع تقديم إجابة شافية على تصرفاتنا العفوية كمواطنين و مشاهدين .‏

تعليقات الزوار

عمر |  omarforyou@hotmail.com | 17/02/2008 06:40

لا نظلم تلفزيوننا العزيز إذا وضعناه أو صنفناه مع تلفزيونات: السودان واليمن وليبيا.. نقول ذلك ونحن نشعر بأسف شديد، ولولا ضيق المساحة لشرحت أكثر وبالأمثلة التي لا تقبل الشك.. أدعو صحيفة الثورة للقيام باستطلاع رأي حول عمل التلفزيون (مشابه لاستطلاع الرأي الذي قمتم به قبل فترة حول موضوع التهريب) وأعتقد أنكم ستحصلون على نتائج مذهلة..

مرعي أبازيد |  moscow_a@emirates.net.ae | 17/02/2008 15:44

تحية المحبة والاخاء، شكراً لكاتب هذا الموضوع الذي طالما نحن بحاجة إليه ليس للمقارنة لأنه أصلاً لامجال للمقارنة ، أما بالنسبة للاستنساخ فهذا شيء لايليق ، هنا أريد التنويه إلى أنه لدينا في الفضائية السورية عدد قليل جداً جداً من المبدعين بأدائهم بالدرجة الاولى بالاضافة الى ثقافتهم التي يحتاجها كل انسان يعمل في المجال الاعلامي وإلا فليذهب ليعمل في مكان آخر بعيداً عن الاعلام والثقافة. أما إذا نظرنا لبعض القنوات فنجد أن هناك الكثير من المبدعين السوريين الذين أبعدهم عن الوطن ليس المال فقط بل بعض المسؤولين عن هذا القطاع عندنا والذين ينقصهم الكثير من المهنية . النقطة الوحيدة التي يجب أن تأخذها قناتنا الفضائية بعين الاعتبار هي أن تستقطب كادر مهني مؤهل وأن تنفي المتسلقين وغير المهنيين من داخل التلفزيون الى خارجه كي يعملوا في مكان آخر من الممكن أن يبدعوا هناك ، ( أشك في ذلك) . وشكراً

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية