ليقف منحنياً أمام عظمة المرأة (الأم) التي تهز العالم بيسارها... وبيمينها تهز سرير طفلها.
قد تكون مقدمة إنشائية ولكن لا بد منها.. للدخول مباشرة في موضوع.. يبين أن تلك الأم.. مدرسة.. ولكن كيف يكون الحال.. وقد ساهمت إلى جانب الرجل.. إذا لم تكن قد تفوقت وزادت عليه في مجالات شتى.. نساء علّين بنيان مدارس وأنشأنها لتنهل من وجودها أجيال.. وأجيال.. نساء بنين مدارس في أزمان ربما كان كل شيء فيها حكراً على الرجال ولكن هؤلاء النساء كن.. شقائق الرجال بحق.. فمارسن دورهن في مجالات شتى من العلم والفكر.. والأدب وتركن بصمات لا تمحى من الذاكرة والواقع.. ولن نذكر الأسماء.. لأنهن تركن بصمات من نور لا تنطفىء.
نساء بنين مدارس..
- مئة وستون مدرسة.. أنشئت في دمشق والقدس وطرابلس ومصر وحلب وحماة.. طبعاً ليس في الوقت الحاضر- بل في الفترة الواقعة ما بين 206 ه/1132م , 660 ه/1262م - أي في قرن وربع فقط- أما المدارس التي تأسست بمبادرة نسائية فكان عددها تسع عشرة مدرسة في دمشق..
وهذه المدارس هي:
1- المدرسة الخاتونية البرانية.
2- المدرسة الخاتونية الجوانية.
3- المدرسة القطبية.
4- المدرسة الشامية البرانية.
5- المدرسة العذراوية.
6- المدرسة الماردينية.
7- المدرسة الفروخشاهية.
8- المدرسة الشامية الجوانية.
9- مدرسة الصاحبة.
10- المدرسة الميطورية.
11- المدرسة الكاملية.
12- المدرسة الدماغية.
13- المدرسة الأتابكية.
14- مدرسة العالمة.
15- المدرسة الحافظية.
16- المدرسة المرشدية.
17- المدرسة العادلة الصغرى.
18- المدرسة الشومانية.
19- المدرسة الجمالية.
وسنورد الآن بشكل موجز بعض المعلومات عن أهم هذه المدارس.. رغم أنها قد تتوازى في الأهمية لأنها كانت منارات دمشقية والأهم أنها بأيدي النساء قد تأسست:
* المدرسة الشامية البرانية: وهي لا تزال قائمة حتى الآن في محلة العوينة من حي العقيبة- سوق ساروجا- جرى ترميمها.. وهي الآن مقر جمعية الإسعاف الخيرية... جانب جسر الثورة. أما الفضل بإنشاء هذه المدرسة فيعود إلى الخاتون -ست الشام- زمرد ابنة الملك الأفضل نجم الدين أيوب أخت الملك العادل وكان ذلك في العهد الأيوبي سنة 582ه/ 1176م أطلق عليها العديد من الأسماء.. كالمدرسة الحسامية.. والمدرسة الشامية الكبرى, كما بنت -ست الشام- المدرسة الشامية الجوانية.
وكان من طلاب علم هذه المدرسة البرانية. /شمس الدين بن الشيرازي والمقدسي, تقي الدين السبكي شهاب الدين الزهري وغيرهم.
* المدرسة الماردينية: وهي لا تزال شامخة حتى الآن بالقرب من ساحة الجسر الأبيض.. وتعرف اليوم ب /جامع الماردينية/ أما صاحبتها فهي عزيزة الدين أخشا خاتون بنت الملك قطب الدين صاحب ماردين سنة 610 ه/ 1213م - واشترطت على من يدّرس فيها ألا يدرّس بغيرها من المدارس.
* المدرسة الفروخشاهية: أيضاً من المدارس القائمة حتى الآن عند مدخل دمشق الغربي. وصاحبتها الخاتون خطى الخير (حظ الخير) زوجة شاهنشاه بن أيوب شقيق صلاح الدين الأيوبي.
* مدرسة الصاحبة: ولها اسم آخر (الحنبلية) وهي من المدارس التي لايزال بناؤها قائماً حتى الآن في الصالحية -حارة رأس العلية- أنشأت هذه المدرسة ربيعة خاتون أخت ست الشام..
* المدرسة الأتابكية: وهي اليوم مصلى الأتابكية- ومكانها في حي الصالحية أيضاً أما صاحبتها فهي -تركان خاتون بنت الملك عز الدين مسعود بن زنكي.. من طلاب هذه المدرسة /القزويني, ابن الجزري, البصروي/.
* مدرسة العالمة: أيضاً لا يزال بناؤها قائماً مقاوماً الزمن وشاهداً على عصر بنت فيه النساء. وعنوانها لمن يود زيارتها والوقوف على أطلالها جادة العفيف- شارع الرشيد.. شرقاً إلى جامع الأفرم وأما صاحبتها فهي العالمة الحافظة -أمة اللطيف بنت الشيخ الناصح الحنبلي الشيرازي سنة 640 ه 1242م.
* المدرسة الحافظية: ويعود بناؤها إلى خاتون أرغون الحافظية, ويبدو أنها من المدارس التي كانت لها أهمية كبرى. حيث ذكرت في كتاب شذرات الذهب. على أنها حالة في أعلام النساء, باسم أرغون العادلية.
كما ذكرها محمد كرد علي في -خطط الشام- مع المدارس في دمشق التي أنشئت في القرن الثاني عشر الميلادي.. أما مكانها القائم حتى الآن فهو في الميسات- المزرعة- وهي الآن مقر للجمعية الجغرافية السورية..
أما التكايا والخوانق التي أنشأنها أيضاً نساء فنأتي على ذكرها مثل /خانقاه فاطمة- الخانقاه القصاعية (الخاتونية)- الخانقاه الحسامية- الخانقاه الخاتونية- الخانقاه الطاووسية.
هذه بعض الشواهد من المكانة العظيمة التي كانت للمرأة .. ومدى ما تمثله من وعي واهتمام عاليين لأهمية العلم ومكانته.
ولابد من الإشارة إلى أن هذه المعلومات مستمدة من كتاب مدارس أنشأتها النساء للباحث محمد عيد الخربطلي.