تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لعبة المرايا ..انكسار أم انعكاس .. لعبة الوهم والحقيقة !!

شؤون ثقا فية
الأحد 17/2/2008
لميس علي

(...الإنسان هو نقطة والكون هو المساحة ..والفعل هو حركة هذا الإنسان على تلك المساحة .

ووجود المرآة هو التأكيد على هذا الفعل على تلك المساحة .وتأكيد آخر على ضرورة أن نرمي كل الأقنعة .. وأن نلجأ للحظة إلى السكون ..)بهذه الكلمات يقدم سيمون قبوش لمعرضه الأخير المقام حاليا في المركز الثقافي الفرنسي تحت عنوان (الوهم -خداع حواس ) ..ليضعنا مباشرة أمام أحجيته الأبرز في اللوحات , أحجية (المرآة) ,ممارسا لعبة الانعكاس والمرايا ,وبتعبير أدق لعبة الانعكاس بالمرايا .‏‏

فالمرآة تبدو العنصر الأهم ونقطة الوصل بين اللوحات التي زادت عن العشر .إذ تلتقي الأفكار والمواضيع المطروحة عبر هذه المرآة على اختلاف أشكالها وأحجامها ..وكما لو أن هذه المرآة هي عبارة عن وسيلة تنقلنا بين عالمين ,عالم الحقيقة وعالم الوهم .هناك تأملات لبعض شخوص اللوحات أمام المرآة ,تأملات ذاتية داخلية عميقة تجلو عوالمهم اللامرئية ,وتضعهم على تماسٍ مباشر مع حقيقتهم .ولكن سرعان ما سوف يتبخر هذا العالم الحقيقي الصادق مع الذات ,لمجرد الابتعاد عن المرآة ,لأجل انكشاف عالم مناقض له ,هو عالم الزيف والكذب ..ولذلك يوظف (سيمون )مرآته جاعلا منها أداة للصدق والحقيقة أما الوهم الذي أراد التعبير عنه فهو ذاك الوهم الذي يحياه الإنسان مابين الحقيقي و اللاحقيقي , بين ذاته الصادقة أمام المرآة ,وذاته غير الصادقة بعيداً عن المرآة في معاملاتها الحياتية مع الآخر .‏‏

إذا المرآ ة عنده هي أداة الكشف عن ماهو صادق وحقيقي .قد يظهر هذا الأمر في اللوحة التي تصور ازدحام السيارات , إذ نلحظ فيها نوعا من خداع البصر والحواس يمارسه الفنان من خلال الإيحاء بوجود مشهد سيارات ( هو ماتعكسه المرآة ) يتشابك ويتقاطع مع المنظر العام (اللوحة) .هذه المرآة (المفترضة) والتي تتوسط اللوحة تعكس ما وضع على إحدى اللوحات الإعلانية بشكل صحيح مقروء ..‏‏

تأكيدآً على أن المرآة أداة كشف أداة صدق ,تجلو حقيقة الإنسان أمام نفسه وبالتالي هي وسيلة تؤدي إلى الاسترخاء والراحة .. كما يتضح من اللوحة التي تصور فتاة تمسك بمصباح .حيث يظهر نوع من التوتر والتشنج في احتضانها للمصباح ,إلا أن انعكاس هذا المشهد في المرآة التي تقف أمامها لا يبدو على هذا النحو ,وإنما تبدو ممسكة المصباح بكل راحة وطمأنينة .‏‏

هناك لوحتان لم تكن المرآة فيهما ظاهرة فيها مادياً,ذلك أن اللوحة بحد ذاتها كانت مرآة .. كما في اللوحة التي تظهر فيها فتاة جالسة في بهو المركز الثقافي الفرنسي متأملة ..على اختلاف أنواع المرايا المصورة فقد أتقن (سيمون ) التعبير عن فكرته بأسلوب شديد الواقعية مستخدما البساطة نهجاً ولوناً ..‏‏

ولكن .. لنا أن نسأل (سيمون ): هل كل من ينظر إلى المرآة استطاع أن يجلو حقيقته من خلالها ? وهل يرى المرء نفسه على حقيقتها أمام هذه المرآة ,أم يرى مايشتهي أن يراه ..?‏‏

تعليقات الزوار

اماني |  a-moon2000@hotmail.com | 17/07/2009 10:45

انا لست بهذه الثقافة لأفهم شيء مما كتب فرجاءا وضحي ما تكتبي يا لميييييييييييييس لا تزعلي مني وشكرا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية