وها هو اليوم في جولة افريقية لخمس دول قال إنها لتعزيز نشر الديمقراطية ولتأكيد الالتزام الامريكي في هذه القارة وخصوصاً في مجال مكافحة الايدز والملاريا والمساعدة في حل المشكلات الاقليمية .
والمشكلات الاقليمية في افريقيا خصوصاً تتداخل بين السياسي و القبلي وكان آخر مشاهدها في تشاد وكينيا والصومال.. وغيرها من فتن يغذيها الغرب الطامع في ثروات القارة التي تعوم على بحر من الذهب الاسود وكانت جمهورية بنين أول محطة لبوش الذي ترافقه وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس وهي زيارة لساعات سيغادر بعدها الى تنزانيا ثم رواندا وغانا وليبريا.
وفي ليبريا يأمل بوش ان تستضيف هذه الدولة التي ضربها العنف السياسي و القبلي منذ أكثر من شهر بسبب نتائج الانتخابات مقر القيادة الامريكية الموحدة لافريقيا المعروفة ب/أفريكو/ حيث رفضت معظم دول اقارة قبولها .
اما قضية اقليم دار فور السوداني والتي دولتها واشنطن والغرب بحجة مجازر جماعية ترتكب ولم تثبتها الحقائق فقد قال بوش من كوتونو عاصمة بنين انه يدعو الى نشر قوة متينة للأمم المتحدة في دار فور وحسب المراقبين فإن جولة بوش الافريقية في آخر ولايته الثانية قد تنسيه فشل استراتيجية الكبير في الحرب على العراق وافغانستان والتي لم تنجز سوى الخراب و الدمار ولم تأت بالديمقراطية الموعودة.
والشعوب الافريقية التي نهضت من سباتها تعرف الاهداف الحقيقة للدبلوماسية الامريكية تجاه القارة وخاصة تجاه النفط الذي كان يعتبر هدفاً رئيسياً لتدويل قضية دار فور الاقليم السوداني الغني بهذه المادة المغرية مما يعني تعزيز التواجد العسكري الامريكي افريقيا التي يغلف بوش اهداف جولته بالرغبة في ارساء شراكة جديدة تعتمد على التجارة والاستثمار وليس فقط على تقديم المساعدات الامر الذي كان يهيمن على علاقة الغرب من قبل بقارة افريقيا بعد انتهاء الاستعمار.
ومن المتوقع أن يكرر بوش أيضا مساندة الولايات المتحدة لنشر المزيد من قوات حفظ السلام الدولية في منطقة دارفور بغرب السودان.
وتأتي زيارة بوش بعد تأسيس قيادة عسكرية أمريكية لافريقيا أفريكوم تهدف الى زيادة التواجد الامريكي في القارة الافريقية التي تقدم جزءا كبيرا من حاجات الولايات المتحدة من النفط.
وفي الوقت الذي استبعدت فيها أفريكوم تأسيس أي قواعد عسكرية جديدة في افريقيا - وهناك قاعدة في جيبوتي - الا أنها تبحث عن مكان في القارة يستضيف مقرها.
ورد الفعل من الدول الافريقية كان باردا أو معاديا باستثناء ليبيريا التي عرضت استضافة مقر أفريكوم.
وقال بوش قبل مغادرته الولايات المتحدة انه سيدرس بشكل جاد عرض ليبيريا.
وخلال ثاني جولة يقوم بها بوش في القارة الافريقية سيزور بوش خمس دول جرى اختيارها بحرص لعرض وجه مختلف عن الصورة التي تنقلها وسائل الاعلام العالمية لقارة تعاني من الفقر والصراع.
وبنين وتنزانيا ورواندا وغانا وليبيريا دول مستقرة حاليا بشكل نسبي وتنظر واشنطن لرؤساء هذه الدول على أنهم جيل جديد من الزعماء باعتمادات ديمقراطية وقادرون على توضيح الامكانات الايجابية لافريقيا.
وقال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي بالبيت الابيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة قبل وصول بوش الى بنين يعتقد الرئيس بوش أن كل هذه الدول وزعماءها في طريقهم لتشكيل نوعية الحكومات التي نود أن نكون شراكة معها... كلهم يحرزون تقدما.