استمع الزيدي لبوش وهو يتفوه بكلام سخيف مفاده أن نصف العقد من الحرب والذي استهله هو بالدخول غير الشرعي للعراق كان ضرورياً لأمن الولايات المتحدة واستقرار العراق والسلام العالمي وشيء ما فرقع، فالمراسل التلفزيوني خلع حذاءه ورماه على بوش «وهي إهانة حقيقية في الثقافة العراقية» وصرخ:« هذه قبلة وداع ياكلب» وعندما أخطأت فردة الحذاء الأولى الهدف سحب الثانية ورماها أيضاً مسبباً انحناء الرئيس للمرة الثانية مع صراخ الزيدي: «هذه من الأرامل والأيتام وأولئك الذين قتلوا في العراق».
أعترف وأنا الذي كنت استمع لبوش وهو يكذب عبر ثماني سنوات من المؤتمرات الصحفية، بينما الصحفيون المنتقون سلفاً يشاركونه اللعبة ويتظاهرون بأنهم ينالون اهتمامه لذا يمكنهم أن يوجهوا أسئلة محضرة ومصححة من قبل، أعترف أنني شعرت برغبة في رمي حذائي على جهاز التلفزيون.
الزيدي الذي دفع ثمن تصرف احتجاجه الشجاع بأن ضرب بقسوة من قبل رجال الأمن هو بطل المهنة، لقد توقف عن تدوين كلام الرئيس ووصفه بما هو عليه: قاتل ومجرم، يداه غارقتان بدماء ربما أكثر من مليون عراقي ، لقد استخدم الزيدي ما يفترض أن يكون فرصة لالتقاط الصور للرئيس كفرصة للتحدث عن أولئك الذين دمرت حياتهم على يد هذا الرئيس، أولئك الذين يتجاهلهم صحفيونا المتملقون بشكل روتيني.
أنا لا أفترض أن يعتاد الصحفيون مغادرة المؤتمرات الصحفية الرئاسية وهم حفاة، فأمامنا طرق أخرى للتعبير عن رأينا تجاه أشخاص نشعر بأنهم يهينون عقولنا ولكن سيكون من الممتع أن نرى صحفياً أو اثنين يقومان بحركة غير مؤدبة للرئيس عندما يكذب عليهما بوقاحة أو أن يقفوا جميعاِ ويخرجوا ويتركوه وحيداً على المنبر الرئاسي.
لقد حان الوقت ليوقف العاملون في الصحافة معاملة الرؤساء وكأنهم ملوك، وإذا كان قد أنجز شيئاً خلال الثماني سنوات من عمله في منصبه فإن الرئيس بوش قد جعل من الواضح أن الرئيس رجل عادي وفي حالته هو أقل من عادي ، فمنصب الرئيس لا يحتاج احتراماً أكثر من ذاك الذي يمنح لمحافظ ديترويت.
أقترح أن يستفيد الصحفيون من الأسابيع الخمسة الباقية من إدارة بوش لتطوير علاقة جديدة مع الرئاسة، علاقة يسقطون فيها كل اللياقة الزائفة والتقاليد ويبدؤون بالتصرف بقوة فيطلقون الأسئلة ويضحكون بلؤم على الإجابات السخيفة ويطالبون الاستمرار بالكلام عند محاولات التملص وعند الضرورة يخرجون أو ربما يرمون الحذاء.
مهنة الصحافة كانت كارثة تامة وخزياً مطلقاً خلال إدارة بوش وتتحمل جزءاً من الأزمات التي واجهت الدولة والعالم لأنها أخفقت بلعب دورها، ولا يمكن أن نتحمل استمرار هذا خلال إداراة أوباما.
إن التقليل من شأن إدارة بوش لتغدو نكتة متداولة هو فرصة أمام مهنة الصحافة لإصلاح ذاتها مستخدمة الأسابيع المتبقية لإنشاء تقاليد جديدة للمؤتمرات الصحفية الرئاسية وفرص التقاط الصور وبشكل يستمر خلال الرئاسة الجديدة.
وبنفس الوقت أقترح أن تقوم مدرستي الأم جامعة كاليفورنيا للصحافة باستخدام الزيدي لتدريس مادة حول تقنيات المؤتمرات الصحفية.
ملاحظة: بمناسبة الحديث عن الأحذية والبيت الأبيض اقترح أحدهم فكرة رائعة وهي أن يقوم كل من يشعر بالقرف من إدارة بوش وتشيني بإرسال حذاء إلى البيت الأبيض فقط، تخيل كومة من الأحذية القديمة ذات الرائحة النتنة في غرفة البريد بالبيت الأبيض!!!.
الكاتب هوالصحفي والكاتب الأميركي ديف ليندورف.
الانترنت عن موقع counter punch