تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دور مؤسسات المجتمع المحلي في مواجهة عمالة الأطفال..ملدعون: الإحصائية الأخيرة لا تعبّر عن العدد الحقيقي

مجتمع
الاثنين 22-12-2008م
سامر محمود

عقدت منظمة العمل العربية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبمشاركة العديد من الخبراء بالدول العربية بدمشق «الندوة القومية حول دور مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة مشكلة عمالة الأطفال» لتحقيق الشراكة

بين النظام الرسمي العربي ومنظمات المجتمع المدني، وتكثيف الجهود للتصدي لمشكلة عمالة الأطفال وتأكيد حقهم في التعليم وممارسة طفولتهم البريئة بعيداً عن هموم ومشكلات العمل وحمايتهم من كل مظاهر الاستغلال وأنواعه، وتعرض الندوة واقع مؤسسات المجتمع المدني في العالم الغربي والتغيرات التي طرأت عليها في ضوء العولمة والتغلب على الصعوبات التي تعيقها، إضافة الى تفعيل دور منظمة العمل العربية في حماية الأطفال من العمل.‏

محاور مهمة‏

وتتضمن الندوة محاور عديدة هي: الحد من عمالة الأطفال ودور منظمات المجتمع بالحد من ظاهرة عمالة الأطفال، وما هي الحقوق الأساسية في عملهم وأثر منافستها على القدرة التنافسية التجارية، كما تسلط الضوء على الدور الذي يلعبه الاعلام في التوعية بمشكلة حماية الأطفال من العمل ودور الحركة العمالية العربية في معالجة هذه المشكلة، إضافة الى تقديم نماذج عربية ودولية ناجحة في مجال الحد من عمالة الأطفال، (كالنموذج القطري).‏

171 مليون طفل يعملون في ظروف صعبة‏

وقدم الدكتور عيسى ملدعون معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، تحليلاً لواقع ظاهرة عمل الأطفال في سورية، وورقة عمل للحد منها من خلال التجربة السورية، وما يوجد من نقاط قوة وضعف في مواجهة هذه الظاهرة وقد اعتبرها في ملاحظته الأولى متعددة الأبعاد وتتطلب مناهج واستراتيجية متكاملة لمواجهتها.‏

وأن هناك بعض المؤشرات على المستوى العالمي حسب تقارير المنظمات المختصة في الأمم المتحدة، ما يقدر بنحو /246/ مليون طفل يشاركون في عمل الأطفال في دول العالم، يعتبر ثلاثة أرباعهم (تقريباً 171 مليوناً) يعملون في أوضاع أو ظروف محفوفة بالمخاطر، وأن 70? أو أكثر يعملون في الزراعة، وهذه الأرقام تستدعي اهتماماً دولياً وإقليمياً خاصة لمواجهة هذه الظاهرة المرضية اجتماعياً واقتصادياً بآن واحد، والحد منها سيمنح عوائد كبيرة في مجال الاستثمار وفوائد لا تقدر بثمن على حياة الأطفال والعائلات.‏

إحصائية رقمية لا تدل على واقع الظاهرة‏

وأشار د. ملدعون أنه لا توجد إحصائيات حديثة ودقيقة عن عمل الأطفال في سورية، فالاحصائية الأخيرة من خلال الزيارات التفتيشية لعام 2007 سجلت (503) حالة فقط لتشغيل أطفال، وهو عدد منخفض ولا يعبر عن واقع هذه الظاهرة وتدل على ضعف في جهاز تفتيش العمل لضبط حالات تشغيل الأطفال.‏

نقاط القوة والضعف‏

وتحدث د. ملدعون عن نقاط القوة والضعف في عملية مكافحة تشغيل الأطفال في سورية حيث حدد نقاط القوة أن سورية صادقت على جميع اتفاقيات العمل العربية والدولية، وأصدرت قوانين للحد من عمالة الأطفال ومنع تشغيل الأحداث قبل إتمام سن الخامسة عشرة، وتحديد التعليم الأساسي الإلزامي حتى هذا السن. إضافة الى نمو وعي شعبي واتمام حكومي وأهلي بالطفولة ورعاية هذه القضية، أما نقاط الضعف فتكون بغياب الرؤية الاستراتيجية الوطنية وسياسات برامج محددة لمعالجة هذه الظاهرة في الماضي، ووجود ظاهرة التسرب من المدرسة قبل انتهاء التعليم الأساسي، وإرسال الأولاد لتعلم المهن لدى» (المعلم) في سن مبكرة، إضافة الى ضعف العقوبات المحددة لتشغيل الأطفال.‏

تجربة ناجحة في قطر‏

ومن المشاركين في الندوة تحدث د. جاسم محمد الكعبي مدير إدارة الأحداث في دولة قطر أنه لا يوجد أي تجارب لدى دولة قطر في مشكلة عمالة الأطفال وهي لا تصل الى مرحلة الظاهرة الاجتماعية، لأنها تقوم على نشر الوعي ومراعاة حقوق الطفل وحمايته من أخطار العمل، وتقوم سياسة الدولة للحد من هذه الظاهرة عن طريق مؤسسات الدولة والرعاية والعناية بالطفولة، كالمؤسسات القطرية لرعاية الأيتام والمركز الإغاثي للأمومة والطفولة وكلها تصب في إطار رعاية الطفل، إضافة الى تصديق دولة قطر على المرسوم رقم 29 لسنة 2001 لاتفاقية حظر وإشكالية عمل الأطفال واتخاذ اجراءات فورية للقضاء عليها.‏

دور الإعلام في التوعية‏

تحدثت د. حنان يوسف من مصر أستاذة الاعلام في جامعة عين شمس عن دور الاعلام في التوعية بمشكلة عمالة الأطفال والآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنه وأن المشهد الراهن يشير الى وجود تيارات فكرية نظرية تتحكم في السياسات الاعلامية العربية تجاه قضية عمالة الأطفال. ويجب أن يكون هناك تخطيط إعلامي تجاه هذه المشكلة وأهداف خاصة لها مثل تزويد أفراد المجتمع بالمعرفة وتقديم المساعدات التي تمكنهم من الارتفاع بمستوى المعيشة وإيجاد فرص العمل لهم، والاهتمام بالناحية الصحية والتعليمية لحل مشكة عمالة الأطفال.‏

للدراما أثر كبير‏

وأشار د. يوسف الى الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام في التنمية الاجتماعية من خلال الوسائل الاعلامية المختلفة سينما-تلفزيون-إذاعة وصحافة مطبوعة، وأن للدراما أثراً كبيراً في الوصول الى حلول في مواجهة مشكلة عمالة الأطفال في العالم العربي إذا ما أحسن تقديمها ولها تأثير في المجتمع، وبالامكان استغلال عناصر الجذب والإبهار التي تتسم بهما الدراما والممثلة في القصة الانسانية الاجتماعية والحبكة الدرامية والأداء الجيد للممثلين والمؤثرات الصوتية والألوان ومثال على ذلك الفيلم المصري (حين ميسرة) للمخرج خالد يوسف الذي سلط الضوء من خلال تقنية الكاميرا على الواقع الاجتماعي وعشوائيات تصدر العنف والقلق والاحباط.‏

(أول عمل وثائقي سوري)‏

وفي سورية أُنتج فيلم سوري يرصد ظاهرة عمل الأطفال اسمه «حجر أسود» ويعد أول عمل وثائقي سوري يتحدث عن ظاهرة خطيرة يتسارع انتشارها في المجتمع السوري من خلال معايشة واقع يومي لأربعة أطفال مهمشين يسكنون في منطقة الحجر الأسود وتسليط الضوء على المناطق العشوائية التي تعتبر بيئة خصبة لنشوء هذه الظاهرة.‏

البند الاجتماعي في اتفاقية التجارة الحرة‏

تحدث د. جمال مذكور -كلية الحقوق- جامعة دمشق أن أهمية انعقاد هذه الندوة ليس فقط من عنوانها، ولكن هناك مجموعة تفاصيل من أهمها: أنه صدر عام 1998 إعلان عالمي لحقوق العمال تحت اسم إعلان المبادىء والحقوق الأساسية في العمل، وله أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة جداً وخصوصاً على الدول النامية لأنه له صلة بالشرط الاجتماعي وبعد إنشاء منظمة تجارة العالم وتحريرها تم اقتراح أن كل اتفاقية من التجارة الحرة يجب أن تتضمن قيداً اجتماعياً كعمالة الأطفال والحريات النقابية وحظر العمل الاجباري ونحن عملنا على إبراز حقيقة الاستخدام التجاري والسياسي لحقوق الانسان التي كان نشؤوها بالأصل لهذا الاستخدام ولم تنشأ الى حماية المنافسة التجارية للدولة الاستعمارية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية