وأكد الرئيس الأسد خلال اللقاء ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية من اجل تخفيف المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة المحاصر مشددا سيادته على أهمية القيام بكل ما هو ممكن في سبيل الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني التي تشكل ضمانا لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المغتصبة.
من جانبه نوه المطران كبوجي بمواقف سورية القومية الثابتة دفاعا عن القضية الفلسطينية وبالجهود الحثيثة التي تبذلها من أجل وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني.
وفي تصريح لوكالة سانا عقب لقائه الرئيس الأسد قال المطران كبوجي تشرفت وسعدت بلقاء الرئيس الأسد واستمعت الى آرائه السديدة وما يتمتع به من حكمة وحنكة وغيرة على وطنه مضيفا ان سورية اليوم باتت منارة ومرجعا وحجر زاوية في الدفاع عن الحقوق العربية.
واضاف: تم التطرق الى ضرورة تحقيق وحدة الصف الفلسطيني ورفع الحصار الاسرائيلي الجائر عن قطاع غزة اضافة الى قيام افضل العلاقات الاخوية بين سورية ولبنان وضرورة تفعيل التضامن بين الاشقاء العرب لان القوة بالاتحاد وهو السبيل لتحقيق ما نصبو اليه من عزة وكرامة وتحرير.
يشار إلى أن الرئيس الأسد التقى المطران كبوجي في أيار من العام الماضي وبحث معه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والظلم والقهر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
وكان المطران كبوجي شارك في الملتقى العربي الدولي لحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي عقد في دمشق الشهر الماضي حيث أكد أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين حق غير قابل للنقاش مشيراً الى أن دمشق احتضنت القضية الفلسطينية واعتبرتها قضيتها المركزية وبذلت الغالي والنفيس في سبيلها واحتضنت اللاجئين الفلسطينيين وعاملتهم كأبنائها.
ودعا الى الوحدة الفلسطينية التي تشكل حجر الزاوية والأساس على طريق التحرير والعودة.
كما استقبل السيد الرئيس بشار الأسد صباح أمس السيد ناظم اكرن نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية الذي نقل له تحيات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان معبرا عن تطلع القيادة التركية لزيارة سيادته الى تركيا.
وجرى خلال اللقاء استعراض التطور الكبير الذي شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين سورية وتركيا واهمية البناء على ماتم تحقيقه في مجال التعاون الاقتصادي وافاق تعزيز هذا التعاون ولاسيما في مجالات المياه والنفط والمصارف والبورصة والتبادل التجاري وتبادل الخبرات.
وفي هذا الصدد شدد الرئيس الأسد على ضرورة ازالة العقبات التي تعترض رجال الاعمال السوريين والاتراك ووضع آليات لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين.
وتناول اللقاء آفاق تعزيز التعاون الاقليمي بين بلدان المنطقة في المجال الاقتصادي بما ينعكس ايجابا على شعوب هذه المنطقة حيث تم التأكيد على ان هذا التعاون اساسي لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.
حضر اللقاء السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والسفير التركي في دمشق والوفد المرافق للسيد اكرن.
عطــري يلتقــي أكرن
وبحث المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء مع أكرن ووفد الفعاليات الاقتصادية والمصرفية المرافق له مجموعة من الافكار والمقترحات الرامية الى تعزيز التعاون الثنائي بين مؤسسات البلدين العامة والخاصة في الميادين والقطاعات الاقتصادية والتجارية والمالية والمصرفية اضافة الى تبادل الخبرات في مجالات الاحصاء والتخطيط التنموي والتطوير الاداري والمؤسساتي.
حضر اللقاء عبد الله الدردري وحسان الصاري وزير الدولة لشؤون التعاون الدولي والسفير التركي بدمشق.
ووصف اكرن لقاءه مع السيد الرئيس بشار الأسد بالمثمر والغني بالافكار والرؤى التي تمهد لمشاريع جديدة بين سورية وتركيا في المستقبل القريب.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء التركي في تصريح لوكاة سانا مساء أمس لقد استمعت انا والوفد المؤلف من صانعي القرارات الاقتصادية في تركيا الى آراء الرئيس الأسد فيما يتعلق بمستوى التعاون الحالي بين البلدين وضرورة احداث قفزات نوعية في المجالات الاقتصادية والتجارية والمجالات الاخرى كافة.
واضاف الدكتور اكرن ان التعاون الاقتصادي والتجاري السوري التركي يستمد قوته من توجيه القيادتين في البلدين والممثلتين بالسيد الرئيس بشار الأسد والسيد عبد الله غول رئيس جمهورية تركيا موضحا انه جرى تقييم ما تم تنفيذه ضمن الخريطة الاقتصادية التي تم وضعها خلال زيارة الرئيس الأسد الى تركيا ولقائه الرئيس غول ورجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية.
واشار اكرن الى انه خلال زيارته الى سورية تم اعداد برنامج تنفيذي يتمثل بمحضر اجتماعات اللجنة الاقتصادية السورية التركية المشتركة مؤكدا ضرورة تنفيذ ما جاء في المحضر خلال الفترة المقبلة.
يشار الى أن العلاقات السورية التركية شهدت في السنوات الماضية تطورا كبيرا على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية حيث فتحت زيارات السيد الرئيس بشار الأسد الى تركيا في الاعوام 2004و2007 و2008 وزيارات كبار المسؤولين الاتراك الى سورية خلال السنوات الاربع الماضية الافاق لتعاون وثيق في المجالات كافة ولاسيما مع اتفاق وجهات نظر البلدين حول القضايا الاقليمية والدولية وأهمية الدور الذي يضطلعان به ازاء هذه القضايا كما وقع البلدان عددا من الاتفاقيات المنظمة للعلاقات المتنامية باستمرار.
وأسهم تطبيق اتفاقية التجارة الحرة السورية التركية بداية العام الماضي في زيادة التعاون الاقتصادي ومضاعفة حجم التبادل التجاري والتخلص التدريجي من الصعوبات والقيود على تجارة السلع بما في ذلك المنتجات الزراعية وتوسيع التجارة البينية اضافة الى توفير ظروف عادلة للمنافسة التجارية عبر ازالة الحواجز على التجارة ما أدى الى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى مليار وخمسمئة مليون دولار خلال الاشهر العشرة الاولى من العام الجاري بعد أن كان لا يتجاوز 570 مليون دولار خلال السنوات السابقة ومن المتوقع أن يصل الى خمسة مليارات دولار خلال عامين.