تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسيرات مليونية تؤيد الإصلاح وترفض التدخل الخارجي

قاعدة الحدث
الخميس 17-1-2013
إعداد: وضاح عيسى

شهدت مدينة حلب مسيرات حاشدة تنديداً بانتهاكات المجموعات الإرهابية المسلحة والميليشيات التكفيرية ورفضا لتجاوزاتها وتنكيلها للناس العزل وما ألحقته من دمار وخراب في الممتلكات الخاصة والعامة ودور العبادة والمؤسسات التعليمية والخدمية، وتوالت مظاهر الرفض والاستنكار من الأهالي ضد المسلحين في جميع مناطق وجودهم في المدينة.

وحمَّل المواطنون المجموعات الإرهابية المسلحة مسؤولية القتل الممنهج وفقدانهم لفلذات أكبادهم وما أصابهم من نزوح وتشريد وفقدانهم لمصادر رزقهم وتخريب مساكنهم ومحالهم التجارية وحرق ونهب منشآتهم، فالتكفيريون الإرهابيون ووفقا لفكرهم الوهابي يعتمدون الكثير من الأساليب الوحشية لتنفيذ أوامر مشغليهم في أميركا والغرب ومشيخات النفط والنار في الخليج، فبالإضافة إلى أسلوب القتل والإرهاب الممنهج يعتمدون أسلوب الخطف مقابل الحصول على فدية ما سبب بحركة نزوح الأموال خارج البلاد والبطالة والفقر الذي لحق بالسكان وحرمان أولادهم من التعليم نتيجة لإغلاق المدارس، التي يتخذها الإرهابيون أوكاراً لهم، واستهداف المؤسسات الخدمية ذات العلاقة بمصالح المواطنين، كل ذلك أدى إلى تشكيل رأي عام مناهض لوجودهم في الأحياء المتاخمة للمناطق الساخنة وفي مركز المدينة ما دفع الإرهابيين إلى صب جام غضبهم حمماً من القذائف الحاقدة التي تحصد أرواح الأبرياء.‏

ولا تقتصر مظاهر التذمر على الأحياء التي يسعى الإرهابيون إلى دخولها كحي بني زيد الفقير الشعبي والذي يحوي أسراً نازحة حيث طالب وجهاؤه وقاطنوه في بيان لهم بمغادرة الإرهابيين الذين شنوا من خلاله هجوما على حاجز عسكري أدى إلى استشهاد 16 من أبناء الحي وحركة نزوح كبيرة، ففي حي بستان القصر، الذي يعد بؤرة نشاط للإرهابيين، خرج متظاهرون ومعظمهم من النساء ضد وجودهم فيه فور وقوع التفجيرات التي استهدفت ساحة سعد اللـه الجابري وحملوا لافتات تطالب بطردهم، كما خرج سكان أحياء الفردوس والسكري والمرجة وباب النيرب والسيد علي وكرم القاطرجي والميسر بتظاهرات ضد الإرهابيين بعدما عجزوا عن منعهم من دخولها.‏

وحال انتشار بعض القناصة على أسطح الأبنية في المناطق المتاخمة لحي الميدان دون وصول الأهالي إلى منازلهم انتقاماً منهم بسبب ترحيبهم بالجيش العربي السوري الذي طهر حيهم الذي لم يشهد أي مظاهر معارضة ضد الحكومة، وتعمَّد إرهابيون إطلاق قذائف هاون على حي السليمانية والتلفون الهوائي والعزيزية لأن الأهالي خرجوا بمسيرات مؤيدة للوطن وللجيش العربي السوري.‏

وأدى حجم الدمار الكبير وطول أمد معركة حلب التي ظن الإرهابيون أنها نزهة قصيرة، إلى ضعف حججهم وبراهينهم وذرائعهم الواهية، ولاسيما مع دخول تنظيم القاعدة المتمثل بـ«جبهة النصرة» على خط عملياتهم التي تعتمد على التفجيرات وسيلة لإرهاب المجتمع، ما خلف حالاً من السخط الكبير الذي ستظهر مفاعيله بالتأكيد في المرحلة القريبة المقبلة.‏

كما خرجت تظاهرات عديدة تطالب برحيل الإرهابيين من القرى والبلدات المختلفة مثل قرى صقلايا وبزاعة وتادف وقباسين وفي مدينة الباب التي هتف أبناؤها «الجيش الحر حرامي بدنا الجيش النظامي» على خلفية الانتهاكات الصارخة بحق السكان مثل رمي بعضهم من أسطح الأبنية العالية بسبب ولائهم للوطن وبث الشرائط المصورة للعملية على مواقع التواصل الاجتماعي.‏

ومارس الإرهابيون الضغوط المختلفة لمنع خروج تظاهرات مناوئة لهم في المناطق التي يسيطرون عليها في مدينة حلب، ووصل بهم الأمر إلى إطلاق النار على المتظاهرين ضدهم، وشهدت أحياء الميسر و المرجة وكرم القاطرجي مسيرات طالبت بدخول الجيش السوري و خروج الإرهابيين من حلب بعد أن ضاق الأهالي ذرعاً بسلوكياتهم المتسمة بالسرقة والنهب والقتل، ففي منطقة «الفردوس» خرجت مظاهرة نسائية هتفت ضد المجموعات الإرهابية المسلحة، وناشدت الجيش بالدخول وتخليصهم منهم ومن فظائعهم، كما خرجت تظاهرات شعبية في حيي الجلوم وبني زيد تهتف ضد المجموعات الإرهابية المسلحة التي ترتكب أعمال قتل وسطو وسلب بعدما نددت بممارساتهم الإجرامية واعتداءاتهم المتكررة على الممتلكات وشبكات الكهرباء والماء والتي أدت إلى تعطلها و ضد القوى التي تدعمهم بالمال و السلاح وطالب المشاركون بطرد الإرهابيين من مدينة حلب وريفها، فقام الإرهابيين باستهدافهم بإطلاق الرصاص العشوائي ما أدى لوقوع إصابات بين المواطنين.‏

وبالمقابل شهدت المحافظات السورية كما في حلب مسيرات شعبية مليونية عبرت عن الوفاء لوطنهم وأكدت على الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار ودعم برنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد، ورفض محاولات بث الفتنة التي تستهدف نموذج العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، وحوَل المشاركون فيها ساحة سعد الله الجابري والشوارع المتفرعة عنها إلى مسرح جماهيري، ورفع المشاركون شعارات تنادي باستقلالية القرار الوطني ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في سورية، كما انطلقت مسيرة حاشدة في حي السبيل تأييدا للجيش السوري في عملياته ضد المجموعات الإرهابية المسلحة وطالبت بطردها من المدينة وريفها .‏

كما أكدت جماهير محافظة حلب بكل أطيافها ومكوناتها رفضها واستنكارها للحملات الخارجية المضللة والمنظمة التي تستهدف أمن واستقرار سورية ووحدتها الوطنية، واستنكرت الجماهير المحتشدة المؤامرات التي تحاك ضد سورية وشعبها الأبي وشجبت الأيادي الخبيثة والنفوس الرخيصة والدنيئة التي انكشفت وتعرّت للعالم أجمع، وشددت الجماهير بفعالياتها الاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية والنقابات العلمية والمنظمات الشعبية المختلفة على الوقوف صفاً واحداً مع القائد الأسد معاهدةً سيادته على المضي خلف قيادته ومواصلة مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح والوحدة الوطنية في فضاء العيش المشترك والتآخي والوئام ومناخ الأمن والاستقرار في سورية التاريخ والحضارة والمعاصرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية