تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المؤامرة على سورية... فصول جديدة من التضليل والإرهاب الإعلامي

شؤون سياسية
الخميس 17-1-2013
 محمد عبد الكريم مصطفى

في حوار هادئ بيني وبين أحد الأصدقاء ممن هم في المنطقة الرمادية ، بل تتغلب لديه ميوله للمعارضة ، كما أنه لا يوفر مناسبة تسنح له لإبداء ملاحظاته الكثيرة على كل شيء إلا ويُدلي بدلوه ،

وكما نختلف على كل شيء نتفق كلانا حول ضرورة العمل على إعادة تقييم موضوعية لعمل ودور كافة المؤسسات الرسمية والشعبية وتحديد مهامها وقيام مشروع وطني شامل للإصلاح ومحاربة الفساد الذي كان له نصيب وافر في الأزمة وعبرها والتي هيئت هي الأخرى ظروفاً مساعدة لظهور فساد من أنواع جديدة بسبب غياب عامل الردع الرسمي والأخلاقي ، وفي الوقت الذي لا يُفسد فيه الخلاف الجوهري فيما بيننا للود قضية كان محاوري كلما التقينا يطرح عليَّ السؤال ذاته الذي تتطلب الإجابة عليه دراية واسعة في بواطن الأمور وخفاياها ، وهذا السؤال هو : الدولة إلى أين ؟‏

أنا كمراقب ومحلل أبني معلوماتي على الاستنتاج وليس من باب امتلاك المعلومات الدقيقة ، و إجابتي له باستمرار أن الأمور تسير بالاتجاه الايجابي وأن الحسم وعودة الاستقرار قد لا يأخذان أكثر من أشهر قليلة . في آخر لقاء جرى بيننا منذ أقل من أسبوع وأنا أُعيد الاسطوانة قاطعني قائلاً : معلوماتك على مبدأ حكيم السفينة ! هل تعرف قصة حكيم السفينة ؟ أجبته بالنفي . فقال : كانت السفينة تغرق والركاب في حالة ذعر وعندما كانوا يسألون قبطان السفينة إلى أين نحن ذاهبون ؟ كانت إجابته لهم : سننجو .. سننجو؟‏

وعندما نجت السفينة أخذ ركابها يُقدسون القبطان وأطلقوا عليه لقب « حكيم السفينة»، لكن أحد الظرفاء من الركاب اقترب من هذا الحكيم وسأله : كيف عرفت بأننا سننجو ؟ أجابه الحكيم : إنه لدينا احتمالان إما أن نغرق ، وإما أن ننجو ، وقد اخترت الاحتمال الأجمل ! هنا ثار غضبي في داخلي وكتمته كعادتي مع أنني اعتبرت هذا المثل استهزاء باستنتاجاتي المتواضعة حول مستقبل البلد الذي أرغب وأعتقد أنه يتجه نحو الأفضل ، وهنا أجبته على الفور : نعم السفينة تتعرض لرياح عاتية والكثير من « الدود » الذي علق بها أثناء ترحالها على مدى العقود الخمسة الماضية وهو ينخر في خشبها ، لكنها ليست في حالة خطر ولن تصل بها الأمور إلى درجة الغرق ، وإن قدرة ربانها في التغلب على العاصفة مؤكدة ولا مجال للشك بها ، وقد ظهرت بوضوح من على مسرح دار الأوبرا بدمشق في خطاب الفصل الذي وصفه رئيس حزب البانترا الوطني الهندي البرفيسور «بهيم سينيغ »: بأن برنامج الحل السياسي للرئيس بشار الأسد جمع بين الصبر والرصانة والشجاعة والتصميم على الدفاع عن الشعب السوري ضد الإرهاب الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وتركيا « . وهذا يؤيد تأكيدي المتكرر سابقاً وفي الحاضر بأن الدولة ومستقبلها بخير والنصر قادم لا محالة على أيادي الجيش العربي السوري الباسل .‏

للحقيقة نقول بأن الهدف من هذه المقدمة الطويلة هو من أجل عكس صورة الواقع بشقيه الايجابي والسلبي ، الإيجابي الذي يُمثل ما يتبناه ويسعى إليه كل من الموالاة والمعارضة الوطنية على حد سواء ضمن إطار عمل وطني واسع لضمانة مستقبل الدولة ومؤسساتها وحتمية إطلاق مشروع الإصلاح الوطني الشامل لتلبية طموحات وحاجات كافة المواطنين ومن جميع الفئات من خلال الكلمة الصادقة والحوار الشفاف ، وأما الوجه السلبي الذي يُنادي به ويعمل عليه كل من يدعون بأنهم يُمثلون الشعب السوري من المعارضة المرتبطة بأجندة أجنبية معدة سلفاً وأدواتهم على الأرض من مجرمي «الجيش الحر» وإرهابيي «جبهة النصرة « المرتبطة بتنظيم القاعدة وغيرهما من جيوش الظلام الذين يزرعون الرعب والجريمة على الأرض السورية بتوجيه من قوى ودول خارجية معادية لسورية وشعبها ويحملون مشروع تفتيت الدولة وتدميرها سياسياً واقتصادياً و تخريب الواقع الاجتماعي الذي حافظت عليه سورية قروناً طويلة من الزمن بأبهى صور التعايش والتعاون المشترك بين أبنائها من كافة الطوائف والإثنيات في دولة الإخاء والمحبة والعيش المشترك .‏

لكل هؤلاء نوضح بأن سورية ليست دولة عابرة يُمكن شطبها من التاريخ بفعل مجموعة من الإرهابيين والمجرمين اللقطاء الذين تم جمعهم من دول هزيلة لا تمتلك من مقومات الدولة وليست أكثر من مزرعة نعاج يُديرها أشخاص مأجورون يعملون بالوكالة عن السيد المقيم في البيت الأسود سيء السمعة والصيت ، لذلك مهما جمعوا من إرهابيين ومهما دفعوا من أموال وسلاح ومهما سخروا من وسائل إعلام كاذبة ومضللة ، لن يتمكنوا من القضاء على الدولة السورية التي كانت ولم تزل وستستمر بامتلاك مفاتيح الخارطة الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ، وسيكتب المتابعون والمراقبون بعد قليل عن حجم المطب الذي وقع فيه السيد الأمريكي والغربي ومن لف لفهم من الأعراب والعثمانيين ، وإن الكمين الدولي الذي نُصب لهم في سورية اصطادهم كالبراغش التائهة وسورية وحدها التي ستنهض كالمارد من تحت الرماد ، وتستعيد زمام فتح أبواب وإغلاق أخرى بما ينسجم ومصالح المنتصر في حرب عالمية لم يشهدها التاريخ من قبل ، وقد نجد مجموعة أعداء سورية التي تدعي زوراً صداقتها للشعب السوري والتي أجهدت نفسها لقرابة العامين المتواصلين بكل ما تمتلك من قوة سياسية وعسكرية ومالية لتدمير الدولة السورية وإركاع نظامها الوطني سنجدها في حالة تخبط وضياع ، و سادتها يتسابقون للحصول على إذن هبوط في مطار دمشق الدولي في مرحلة تُصبح فيها أفضلية المرور لأصدقاء سورية الحقيقيين الذين وقفوا بإخلاص إلى جانب الشعب السوري الصامد ورفعوا أياديهم الطاهرة « بفيتو» تاريخي في وجه أصدقاء سورية المزورين الذين غدروا بسورية الدولة والجيش والشعب والذين سيدفعون ثمن غدرهم ومشاركتهم في سفك الدم السوري الطاهر غالياً .‏

Email: m.a.mustafa@mail.sy

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية