تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا مكان للون الرمادي

نافذة على حدث
الخميس 17-1-2013
 حسن حسن

تكالبت قوى البغي والعدوان والرجعية العربية على سورية منذ ما يقارب العامين، وكشفت هذه القوى للشعب السوري والعالم حين كشرت عن أنيابها،

وجعلت من سورية فريسة تريد تمزيقها، وأخذت تعيث في ربوعها الطاهرة فساداً، وأضمرت لها الخديعة والدمار، وقلبت معايير القيم الإنسانية فيها، وجعلتها مرتعاً للإرهاب، يصول الموت ويجول في ساحاتها، وزبانية الشيطان تزيد من اشعال نار الفتنة، وتطلب المزيد لأنها لم تحقق ما تريد، فأحرقت الأخضر واليابس، ومن وسط دخانها الأسود وضبابها الكثيف خرجت وحوش ضارية كانت تتدارى خلف اسم الإنسانية والدين.‏

لقد خسرت الدول المتآمرة على سورية والرجعية العربية والمعارضة المصطنعة كل ألاعيبها على الساحة السورية، وفشلت في تحطيم الدولة السورية ونظمها، فلجأت للإرهاب والتفجيرات لتأزيم الوضع واستنزاف الدم السوري، وما رفع وتيرة هذا الإرهاب على الأرض السورية إلى هذا الحد إلاّ رسالة من قوى الظلام بأنها لا تريد سلاماً ولا ديمقراطية وأهدافها مريبة ومحددة، وهي تغيير الكيمياء الأساسية لهذه المنطقة، وظهرت هذه الأهداف بوضوح من خلال تدرج الأحداث:‏

1- التجييش الإعلامي ضد سورية والفتاوى الدينية المختلفة التي تحرض على القتل والفتنة، والتي تملأ عقول شباب مغرر بهم.‏

2- تسليح وتمويل القوى الرجعية العربية للمعارضة ولعناصر من القاعدة وتدريبهم في بلدان مجاورة لسورية وتسللهم عبر الحدود إليها لتنفيذ مهمات إرهابية تزعزع أمن الشعب وتثيره ضد قيادته.‏

3- حركة عالمية من القوى المتآمرة ضد سورية تعمل بكل طاقتها لتحريك الصراع المذهبي والطائفي بين أبناء الشعب السوري.‏

بيد أن الخطاب السوري معروف لدى الجميع بأنه خطاب تآلف ومحبة، وآلية تعامله عدم التمييز بين طائفة وأخرى، وفوجىء أعداء سورية بعمق الشعب السوري رغم النسبة الضئيلة المغرر بها، هذا الشعب الذي يدرك بأن وطنه في سياق معركة طويلة. أهدافها متعددة وعناصرها مركبة، فسورية الطرف الأول، وكل من يقف ضدها الطرف الآخر، وبأنها تدير معركة على جبهات متعددة.‏

وأن لا مكان للون الرمادي في قضية الوطن، بل هناك الأبيض والأسود، فإمّا مع الخير أو مع الشر، فما نفع بيت أو وطن لا أمن فيه، لذلك الجميع اليوم يقف كل في مكانه يحمي وطنه، ويساند بكل امكانياته كل مؤسساته وحكومته ودولته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية