تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الزيتونة العجيبة؟!

آراء
الخميس 17-1-2013
 حسين عبد الكريم

عرفتها البلاد كما هي: زيتونة واسعة الأغصان وذكية في بسط نفوذ الحنان والأمان.. ونبيهة في مكاشفاتها مع الغيم ونعميات الأمطار.

منذ مدة أصابها الكدر وتعثر طبعها بالغيظ والسلوكيات العدوانية وتعلمت أغصانها الخصومات واليباس من أوصى الغصن الأول أو الثاني أو الثالث أو.. أو... بالغلاظات وقلة الألفة والحب؟! من أعطاها القتامة والأسى وثقافة الجريمة؟!‏

جماعة الأغصان الداكنة قتلت الأغصان البسيطة.. وجماعة الجذع أوقعت الفروع بالأزمات الشرسة والفلتان الأخلاقي والموت الطارئ والطارد لمعاني الحق ودقائق الأمور؟!‏

مات موت كثير، و(حرامية الكون) الوسخون جداً يبطشون بالزيتونة النادرة النابهة النابتة عند حدود الغيمات وأفئدة الترابات وعلى مقربة من القلوب الدروب.. ولا تجد عيباً أو وضاعة في أن تزور الكروم والبساتين وأن تتشارك السهول والجبال والمدن والبلدات الأفراح والأتراح.. في أيام وأيام وفجائع وأحوال حملت الزيتونة السلال والغلال وحلماً زيتونياً زاهراً ومشت في الجهات القريبة والبعيدة كرمى لحب بدأت الحياة تدب فيه أو كرمى لأمل راشد بالغ أو تحية لنسمة تجيد حمل الأشواق بين المشتاقة والمشتاق والآفاق والآفاق.‏

ترتفع قامتها كلما أحبت الأغصان الأغصان والفروع الفروع.. وتشبع بهاء كلما أقبل على حباتها المحبون أكثر.. وتغني ملء رئتي الهواء والسماء أحب أنني أطعم الحب كل حين وأشرب من حنين العيش ماء عيش...‏

وتنبت في الزيتونة كرامات حسناء مشرفة على سهول عذوبة وتلال عهود وجبال وداد واشتياق وتعيد ترتيب المواسم وترسيم حدود الحياة بالعطاء والنماء..‏

ترمم وجدان كل غصن ولهفة كل حبة ووله كل ورقة وتعتني بالجذع اعتناء الحبيبة بالحبيب.‏

في عهدها الميمون لا ينقص زيت أو قمح عشق بلدي أو أرغفة عفة ووفاء ولا يكثر البرد أو ينام ليل في عراء العتمة...‏

ويداوم عهدها على البقاء كالموظفين الأذكياء: في الصباح يغتسل باللطافات ويزنر الزمن باللحظات الزاهرات ويلبس سلسال ذوق ولياقات..‏

رغم الآفات الإبليسية التي تدخلت بمصير الأغصان وأمزجة الحبات والأوراق والغيمات الزيتونة على عهدها بالحب والألفة والشجاعة والعطاء والتحيات!‏

من بعيد صوت قلبها مسموع وهي تقول: مرحباً وأهلاً وسهلاً وعلى المحبين ألف سلام... وصرير أعصابها مسموع وهي تنشر في الأعالي الأسى والدموع.. من ساعد الآفة والسموم على مصير الغصن والغصن والورقة والورقة والحبة والحبة والزهرة والزهرة ؟! من زرع القتل مكان الكلام الجميل والكفر مكان الإيمان؟!‏

الآفات الوافدة والسموم الشيطانية التي يتعامل بها (حرامية الكون) والغادرون وأبالسة الذل وأفذاذ اليباس والجرائم عقول الحرامية الكونيين تعتاش على مفاهيم الجريمة والخيانات كما تعتاش الحشرات الضارة على خيرات الأرض والشجر والبشر...‏

في مفاهيم هؤلاء (الحرامية) الصغار أو الكبار الخيانة وجبة رئيسية: ضمير يخون مضمراته ومحفوظاته ويبيع ذاته ويشتري خراباً وجريمة نكراء.. وفكر يبتاع جهلاً ووعي يخون دراية وصواب يخون الحقيقة.‏

(حرامية الأخلاق الكونيون) ما أبشعهم!!‏

منذ مدة يحاولون نشر حقاراتهم على مجمل الزيتونة والأغصان والعيش والكرامات والكيانات ويحاولون قتل الأفكار الزاهية بآفاتهم وحقدهم.‏

لكنها الزيتونة الأخلاقية جداً والمتمرسة بالفكر النظيف وقناعات الألفة كل وقت تحمل أغراض الحياة باتجاه الحياة وأحلام الحب باتجاه كل البلاد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية