وما قاله أمين ما بات يسمى الجامعة العربية اللا نبيل واللا عربي, وتفاخره بطلباته المتكررة للأمم المتحدة كي تتدخل في سورية تحت البند السابع يؤكد أن الجامعة تحولت إلى مجرد ناطق باسم الدوائر الصهيو-أميركية تنفذ ما يوكل إليها من مهمات قذرة, ولا يسمح لها أبدا بالخروج ولو مرة واحدة عن السيناريو المكتوب لها.
كلام اللا عربي ومواقف جامعته المستعربة ليست جديدة, فمنذ بداية الأزمة اتخذت تلك الجامعة العديد من القرارات المخزية بحق الشعب السوري, وبدل أن تدافع عنه وعن وحدة سورية وسيادتها كما يقتضي ميثاقها وضعت نفسها في الخندق المعادي للأمة, وأخذت على عاتقها استكمال ما عجزت أميركا والغرب عن تحقيقه في سورية, فساهمت بشكل مباشر بالأحداث, وحاصرت السوريين بتلال من القرارات الجائرة, وضيقت عليهم الخناق حتى بلقمة عيشهم في الوقت الذي غضت فيه الطرف عن ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني, ونسقت معها من تحت الطاولة للقضاء على مقاومته المشروعة, وتمييع قضيته العادلة.
لم نستغرب كثيرا التزامن بين كلام اللا عربي والمستعربين الجدد مع تعيين أردوغان والياً عثمانياً على السوريين, ومع ازدياد نبرات التحريض الإسرائيلية وتصعيد الحملات الغربية على سورية, فالجميع بات يربطهم قاسم مشترك, وهدف واحد هو إضعاف سورية, ومحاولة ضرب الركيزة الأساسية في محور المقاومة والممانعة في المنطقة, فأردوغان يريد إحياء السلطنة العثمانية البائدة من جديد, وأميركا والغرب يريدون بسط هيمنتهم على المنطقة كلها, وإسرائيل كما هو معروف تسعى لفرض مشروعها التوسعي من الماء إلى الماء, أما «البعض العربي» فيريد كسب الرضا الأميركي والصهيوني للحفاظ على الكراسي والعروش, وسورية تقف حجر عثرة أمام الجميع.
مهما ازدادت التهديدات والضغوط, فإن المتآمرين لن يحصدوا سوى الخيبة والفشل, ورهاناتهم بإضعاف سورية أو محاولة لي ذراعها ستبقى أضغاث أحلام, فسورية واجهت العديد من المؤامرات في السابق, واستطاعت الخروج منتصرة بفضل وعي شعبها وتمسكه بقراره الوطني المستقل, لتبقى على الدوام القلعة الحصينة العصية على الاختراق.