عبر تقديم دعم لوجستي للعمليات الفرنسية حيث بدأت فرنسا عملية عسكرية جوية في مالي يوم الجمعة الماضية بحجة مؤازرة جيش مالي لصد المسلحين المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة الذين يحاولون السيطرة على شمال البلاد ووقف زحفهم جنوباً باتجاه العاصمة باماكو.
وفي هذا السياق أعلنت ايطاليا أمس عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي للتدخل العسكري الفرنسي في مالي بعد بريطانيا والمانيا والدنمارك وبلجيكا.
ونقلت وكالة اكي الايطالية للانباء عن وزير الدفاع الايطالي جامباولو دي باولا قوله في جلسة استماع بلجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الايطالي.. ان ايطاليا تدرس تقديم دعم لوجستي للعمليات الفرنسية في مالي عبر جسور جوية لقوات الكوماندوز الفرنسية في مالي.
وأضاف انه لن يكون دعما على الارض بل يتعلق بمنح القواعد الجوية مثل الدعم الذي تقدمه بريطانيا والمانيا والدانمارك وبلجيكا واصفا العملية الفرنسية بأنها صحيحة ولا مفر منها.
من جانبه قال وزير الخارجية جوليو تيرسي ان بلاده تعتزم تقديم دعم لوجستي ملموس للعملية الفرنسية وخاصة في البلدان الافريقية التي تواجه صعوبة في نقل قوات إلى مسرح العمليات.
كما أكد تيرسي على الدعم السياسي للعملية التي يمكن أن نصفها بالفعل بأنها متعددة الاطراف والتي تشمل العديد من البلدان الافريقية وعددا من الدول الاوروبية والغربية.
وحول الاجتماع الاستثنائي المقرر عقده اليوم لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي والمخصص على وجه التحديد لمناقشة الوضع في مالي قال تيرسي.. ستعطى الاهمية المطلقة لبعثة من 250 مدربا والتي من المفترض أن تنطلق إلى باماكو لدعم قدرات قوة مالي.
ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس ان قادة عسكريين بريطانيين حذروا حكومة بلادهم من مغبة التورط في صراع بدولة مالي مشيرين إلى أن أي تصرف من هذا القبيل قد يطول أمده كما أنه يتطلب موارد أكبر بكثير من تلك المتاحة حاليا هناك.
وأضافت الصحيفة ان هؤلاء القادة وهم من أعلى الرتب العسكرية نقلوا توجسهم إلى مجلس الامن القومي البريطاني في اجتماعهم منذ يومين مشيرة إلى ان وزير الدفاع فيليب هاموند وقف إلى جانب هؤلاء القادة.
وأشارت الصحيفة إلى ان بريطانيا اضطرت إلى نقل طائرات نقل تابعة لسلاح الجو الملكي من أفغانستان حتى تتمكن من نقل معدات فرنسية إلى مالي لافتة إلى أن هناك نقصا في عدد وقدرة مثل هذه الطائرات رغم انها تستغل بطاقتها القصوى.
وذكرت الصحيفة ان مصادر عسكرية أشارت إلى أن الفرنسيين اضطروا بالفعل إلى تعديل خططهم الاصلية للتدخل بعدما واجهوا مقاومة أعنف مما توقعوا وقد أرسلت حكومة الرئيس فرانسوا هولاند مزيدا من القوات إلى هناك وطلبت من الولايات المتحدة والدنمارك وبريطانيا مد يد العون لها.
وأضافت الصحيفة ان الدول المجاورة لمالي سترسل نحو 1800 جندي بينما نفت مصادر عسكرية تقارير أفادت بأن بريطانيا بعثت مدربين عسكريين على جناح السرعة إلى العاصمة المالية باماكو وأن طائرات بدون طيار تقف على أهبة الاستعداد.
وأشارت إلى ان وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية المكلف بالشؤون الافريقية مارك سيموندز استبعد أي نشر لقوات بريطانية بجانب القوات الفرنسية في مالي.
هذا فيما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الاميركية ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تدرس تقديم دعم عسكري كبير للقوات الفرنسية التي تشن حملة ضد مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في مالي.
واضافت الصحيفة في عددها الصادر أمس ان واشنطن تبحث مسألة الدعم العسكري في مالي بالرغم من ان دعمها للقوات الفرنسية التي تحارب مسلحين هناك قد يشكل اختبارا للحدود القانونية الاميركية ويستدعي استخدام موارد مكافحة الارهاب في نزاع جديد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم قولهم ان الولايات المتحدة تقدم لفرنسا حاليا مساعدة استخباراتية وأخرى في مجال الاستطلاع الجوي وقد توفر لها قريبا دعما عسكريا مثل نقل الطائرات أو تزويدها بالوقود الا ان المسؤولين أكدوا ان الدعم العسكري لن يشمل أبدا ارسال قوات قتالية إلى مالي.
واضاف المسؤولون ان الادارة الاميركية تنظر في مجموعة من الاسئلة عن الدعم العسكري ومدى قدرة الولايات المتحدة على مساعدة فرنسا من دون خرق القانون الاميركي الذي يحظر أي مساعدة عسكرية مباشرة لمالي لان حكومتها وصلت إلى السلطة اثر انقلاب.
وذكر أحد المسؤولين ان ادارة أوباما قلقة من تعميق تدخلها في النزاع الدائر في مالي.
ومن جهة ثانية دافع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس عن قرار التدخل الفرنسي في مالي واصفا اياه بأنه ضروري ومشروع معلنا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن عملية التحرير الفاشلة لرهينة فرنسي في الصومال في الاسبوع الماضي.
ونقلت وكالة يو بي اي عن هولاند قوله في لقاء مع الصحفيين في قصر الاليزيه انه لو لم يكن هناك تدخل في مالي لكان الارهابيون اليوم في موقع القوة مضيفا ان القرار ضروري ومشروع ويندرج في اطار الشرعية الدولية.
وأضاف هولاند ان فرنسا ليس لديها أي مصالح في مالي بل هي ببساطة تخدم السلام مجددا مؤكدا أن القرار الذي اتخذه الجمعة الماضي كان ضروريا لانه لو لم يتخذ هذا الخيار لكانت مالي وقعت بالكامل تحت سيطرة المتطرفين.
وقال الرئيس الفرنسي انه يتحمل مسؤولية عملية الادارة العامة للامن الخارجي الفرنسي في الصومال في اشارة إلى العملية الفاشلة لتحرير الرهينة الفرنسي دنيس اليكس والتي قتل فيها جنديان فرنسيان فيما أعلنت حركة الشباب المسلحة بالصومال أمس أنها قررت اعدام الرهينة.