المعرض الذي أقيم في صالة الزهور في سلمية ضم مئات الأشغال البيئية الفنية و اللوحات و المجسمات و أعمال الزينة من مختلف الأحجام المتناهية في الصغر و الكبر استعمل في صناعتها البلاستيك و الكرتون و أوراق الجرائد التالفة و الخشب و النشارة و العبوات المعدنية الفارغة و الفلين و ملاقط الغسيل و الإطارات و الحصى و الأسلاك المعدنية . . .الخ
الأستاذة بتول يحيى مديرة مكتب البيئة أضاءت على البعد المستقبلي للعمل البيئي فالمعرض يأتي تتويجا لعمل متواصل و متصاعد قام به المكتب بدءا من يوم البيئة في ١ \ ٦ مرورا بيوم التصحر العالمي في ١٧ \ ٦ وصولا إلى إطلاق المعرض الذي يهدف بشكل رئيسي إلى التأثير على الأطفال و اليافعين تثقيفا و توجيها و إشراكهم بمختلف النشاطات و الأعمال البيئية لأن التأثير في هاتين الشريحتين يعني التأثير بالمستقبل البيئي برمته طبعا دون إهمال العمل مع الكبار .
و أكدت السيدة يحيى بأنها لمست اتساعا كميا و نوعيا بالثقافة البيئية و رغبة بالعمل التشاركي في هذا المجال من مختلف الجهات الرسمية و الثقافية و الفنية و الأهلية فقد شارك في المعرض الفنانة التشكيلية المبدعة شهيناز يازجي بلوحات فنية غاية في الجمال و الإتقان استعملت فيها نشارة الخشب و تناولت الطبيعة الأم بجمالياتها المدهشة و كذلك فعل الفنان المهندس عماد السيد من خلال لوحاته و مجسماة المميزة كما شارك بالمعرض دوائر رسمية و الجمعيات الأهلية و مركز أبحاث المعوقين و محطة معالجة المياه و الصرف الصحي و مخيم الشبيبة و وحدات طلائعية مدرسية .
المهندسة شذى الحموي المسؤولة الإعلامية للمعرض تحدثت عن النشاطات الثقافية و الفنية المتنوعة التي سبقت و واكبت المعرض حيث نفذ مكتب البيئة أيام بيئية متكاملة شملت أماكن التجمعات و المدارس و رياض الأطفال و تضمنت محاضرات و عروض مسرحية و أفلام و قراءة قصص و إجراء مسابقات و توزيع بروشورات ...إلخ
إضافة لعرض عمل مسرحي بيئي يوم الافتتاح قدمته فرقة [ رفقة عمر ] و هي تعمل ضمن فريق ألوان التطوعي و أيضا تم وضع شاشة لعرض الأفلام البيئية بغية تقديم معلومات إضافية لزوار المعرض و الهدف ليس فقط إعادة استعمال و تدوير توالف البيئة و إنما الحد من التلوث و تشجيع زراعة الأشجار و الحفاظ على الغطاء النباتي .
السيدة هيفاء القدموسي من مكتب البيئة إحدى المشاركات في تنظيم و تنسيق المعرض شرحت اسلوب عرض و تنسيق هذا الكم الكبير من الأعمال موضحة بأن ذلك تم وفق دراسة معمقة وضعت من أجل لفت الانتباه لكل قطعة أو عمل مشارك لأن ذلك يتمم الجهد الثقافي و يعطيه جمالية تشد الزائر وتدفعه لمحاولة تقليدها و خاصة الأطفال و الشباب و هذا قد يحقق هدفاً إضافياً إلى جانب الهدف البيئي و هو الابتعاد و لو جزئيا عن الشبكة العنكبوتية و العالم الافتراضي .
من جانبها حدثتنا المهندسة غنوة حيدر معاون مدير محطة المعالجة عن المجسم الضخم الذي شاركت به المحطة مبينة بأنه مصنوع من الفلين [ ستيربول ] و البلاستيك و الأسلاك المعدنية المهملة و قد استغرق العمل به وقتا طويلا و هو يوضح أقسام المحطة و آلية عملها.
و في الختام نأمل التشجيع المستمر لكل عمل أو نشاط بيئي و المشاركة الفعالة بالأنشطة البيئية من قبل الجميع و العمل على إيجاد صناعة بيئية حقيقية تدعم الاقتصاد الوطني و تؤمن فرص عمل للشباب .