كان عليه أن يعمل ساعات طويلة في محل جزارة والده، ولكن خلال صناعته (السجق) كانت الألحان تتجاوب في خياله، كما يقول ديل كارنيجي في كتابه (الخالدون) وفيما كان يقطع شرائح الخنازير، فإن الأغاني كانت تتماوج في قلبه، وعليه فقد ترك محل الجزارة وذهب إلى (براغ) كي يتعلم الموسيقا، ولكن.. أين المال؟ لم يكن معه من المال سوى بنسات قليلة، كان يجمعها من حين لآخر من العزف على الكمان في الشارع، وبلغت به الفاقة حداً اضطر معه أن يقطن في حجرة فوق سطح أحد المنازل، في حي من أفقر أحياء المدينة، ورغم ضألة إيجار تلك الغرفة، فإنه لم يستطع أن يستقل بها بمفرده، فشاركه الإقامة فيها خمسة آخرون من الطلبة، وكانت الغرفة شديدة البرودة في الشتاء ومن فرط الجوع اعترى الهزال جسم دفورجاك، إذ كان يفوّت عدداً من وجبات الطعام، كي يوفر قيمة أجرة حطام (بيانو) قديم كان بعض مفاتيحه لا يخرج صوتاً على الإطلاق.‏