وأوائل هذا القرن - العشرين - تعد منتديات أدبية، ولم يكن يخلو مجلس أو مقهى في القاهرة من مضحك: أديب أو شاعر من أبناء الشعب الذين تجري الفكاهة في روحهم وبين هؤلاء ثلاث لهم جولات ومواقف ونوادر يتناقلها الناس وهم: محمد البابلي وعبد العزيز البشري وحافظ ابراهيم.
وكان البابلي سريع الخاطر، بارع النكتة، خفيف الروح، وتروى عنه فكاهات كثيرة. فمن ذلك، أنه برم يوماً بشخص في أحد المجالس، فلما جاء شاب هو ابن هذا الذي برم به، أظهر البابلي الضجر منه، فسأ له من معه: لماذا تضجر من هذا الشاب؟ فقال: هو ابن اللي آم (اللئام)، والتورية واضحة بين الكلمتين: اللي آم - الذي قام - واللئام.
وركبته الديون ورهن أرضه في البنك العقاري، وتصادف أن غنى أمامه صالح عبد الحي أغنيته المشهورة (أهل السماح، الملاح، فين أراضيهم) فقال البابلي:
في البنك العقاري. وركب مرة مع عبد العزيز البشري قارباً في النيل، فظهرت إمارات الخوف على البشري، حتى قال له: الحقني يا بابلي، المركب ستغرق، فالتفت إليه البابلي في هدوء وقال: يا أخي، ما تغرق (لتغرق) .. هي بتاعتنا؟!