تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واشنطن تلوّح لإيران بضربات وعقوبات

أضواء
الخميس 14-1-2010م
ناصر منذر

تتجه الضغوط الدولية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مزيد من التصعيد في ظل إصرار الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وبتحريض إسرائيلي على المضي قدما في محاولة إحكام الطوق على طهران لمنعها من امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.

وتأتي الخطط العسكرية الأميركية بشأن المنشآت النووية الإيرانية التي تتضمن ( عمليات قصف) كما قال قائد القوات المركزية الجنرال ديفيد بترايوس، لتصب في هذا الاتجاه ، فضلا عن سلسلة المشاورات الدبلوماسية التي بدأتها واشنطن لتأمين انعقاد اجتماع الدول الست الكبرى بشأن ملف إيران النووي في نيويورك السبت المقبل وسط أنباء عن معارضة صينية لفكرة فرض أو تشديد العقوبات وتأكيد طهران على أنها ستعمد لإنتاج الوقود النووي بنفسها إذا ما رفض الغرب العرض الذي قدمته في اجتماع جنيف الماضي .‏

فالجنرال بترايوس أشار في مقابلة لشبكة «سي إن إن» إلى احتمال ضرب المنشات النووية الإيرانية , وقال: إن بلاده وضعت خطط طوارئ للتعامل مع الملف النووي الإيراني , إضافة إلى الدبلوماسية والعقوبات .‏

لكن بترايوس لم يكشف عن تفاصيل تلك الخطط واكتفى بالقول: إن الجيش درس تأثير أي عمل يتخذ هناك، وانه سيكون من الاستهانة ألا تنظر القيادة المركزية في جميع السيناريوهات المحتملة لوضع خطط طوارئ محتملة .‏

ورفض الجنرال الأميركي التعليق حول احتمال مهاجمة اسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية ، غير انه قال : ان إيران عززت تلك المنشآت، لكن من الممكن قصفها ، إلا أن مدى فعالية ذلك تختلف باختلاف الجهة التي ستنفذ ذلك ونوعية الذخائر التي لديهم حسب قوله.‏

من جانبها سارعت طهران للتنديد بتلك التصريحات ووصفتها بالطائشة وغير المدروسة.‏

وتزامنا مع ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الدول الخمس الكبرى وألمانيا ستجتمع في نيويورك السبت المقبل لبحث الملف النووي الإيراني .‏

وأشارت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن الدول الكبرى اتفقت على عقد الاجتماع على مستوى المديرين السياسيين في وزارات الخارجية بالدول المعنية لبحث مسألة فرض أو تشديد العقوبات على إيران .‏

ووفقا لهذه المصادر فإن الصين التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن مطلع العام الجاري أعلنت صراحة معارضتها فرض عقوبات جديدة على إيران على خلفية مخاوف بكين من تأثرها بتلك العقوبات التي يتوقع أن تشمل صناعة النفط الإيرانية.‏

وكان المندوب الصيني الدائم في الأمم المتحدة أوضح قبل أيام موقف بلاده بهذا الشأن وقال : إن فرض عقوبات جديدة يتطلب وقتاً وصبرا ، في إشارة إلى أن بكين لن توافق في المرحلة الحالية على فرض أو تشديد أي عقوبات .‏

أما بالنسبة للموقف الروسي فلا يزال بحسب مصادر غربية يقف معارضا لنوعية وآلية فرض العقوبات الجديدة أو تشديد العقوبات السابقة ، وذلك لخشية موسكو من تأثير ذلك على علاقاتها الاقتصادية المتزايدة مع إيران.‏

وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن بلاده لا تزال تنتظر رد الدول الست على عرض شراء الوقود النووي الذي وضع على جدول أعمال اجتماع جنيف ، مشيرا إلى أن إيران ستعمد لإنتاج الوقود النووي بنفسها إذا ما رفض الغرب العرض الذي قدمته.‏

وأكد أن فرض العقوبات على إيران أمر غير بناء وغير مجد، ولن يحقق الغرب من خلاله أي نتيجة لأن إيران ستتابع السياسات نفسها فيما لو فرضت عليها عقوبات جديدة .‏

استئناف مسلسل تصفية علماء الذرة الإيرانيين‏

في سياق الحرب غير المعلنة التي تشنها دوائر استخبارية غربية واسرائيلية على ايران، والتي تستهدف خصوصا المس بكفاءاتها العلمية النووية، جرى هذا الاسبوع اغتيال عالم نووي إيراني كبير يدعى مسعود علي محمدي في انفجار دراجة نارية مفخخة قرب منزله في طهران.‏

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن محمدي كان من كبار العلماء النوويين في البلاد.‏

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي عن المتحدث باسم الخارجية قوله إن مثل هذه الأفعال الإرهابية والتصفية الواضحة لعلماء البلاد النوويين لن تعوق بالتأكيد العمليات العلمية والتكنولوجية، دون توضيح ما إذا كان محمدي مرتبطا بالبرنامج النووي الإيراني. وقال مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي: إن محمدي الأستاذ في الطاقة النووية كان يصعد في سيارته حين قتل في انفجار دراجة نارية مركونة إلى جانبه. وأشار المدعي بأصابع الاتهام إلى إسرائيل والولايات المتحدة. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عنه قوله إنه «بالنظر إلى حقيقة أن الشهيد مسعود علي محمدي كان فيزيائيا وعالما نوويا فإن الأمر الأكثر ترجيحا هو أن جهازي الموساد والمخابرات المركزية الأميركية متورطان في اغتياله».‏

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست للتلفزيون الرسمي الإيراني إن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط واشنطن وتل أبيب «وعملائهما المأجورين» في حادث الاغتيال.‏

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن المرتزقة الصهاينة وعملاءهم نفذوا هذا العمل الإرهابي .‏

وقد نفى متحدث باسم الخارجية الاميركية الاتهامات الايرانية واعتبر انها في غير محلها.‏

كما نفت جماعة مجاهدي خلق المعارضة مسؤوليتها عن الهجوم الذي تبنته الجماعة التابعة لأنصار النظام الملكي السابق، وهي جماعة مقربة من دوائر الاستخبارات الاميركية .‏

وأشارت مصادر مطلعة لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) إلى أن جهات أجنبية منها الولايات المتحدة تسعى إلى تصفية أو خطف العلماء الإيرانيين، وهو ما يؤكده اختفاء العالم النووي الإيراني شهرام أميري أثناء أداء العمرة في حزيران من العام الماضي.‏

واتهمت وزارة الخارجية في طهران الولايات المتحدة بالمساعدة في اختطاف أميري، مشيرة إلى أنه يقبع في السجون الأميركية مع 11 إيرانيا آخرين.‏

وكان عالم نووي آخر يدعى أرديشير حسين بور توفي نتيجة غاز سام في عام 2007، وأثار تأخر تقرير سبب وفاته لمدة أسبوع تساؤلات عن السبب بما في ذلك اتهام الموساد الإسرائيلي بقتله.‏

وأوضحت مصادر مطلعة أن محمدي (50 عاما) أستاذ الفيزياء النووية للنيوترونات في جامعة طهران، محسوب على ما يوصف بالتيار المحافظ, وقالت إن عملية اغتياله كانت مدبرة ومدروسة. وصدر لمحمدي أكثر من 50 مؤلفا وبحثا نشرت في الدوريات العلمية.‏

وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية كشفت قبل نحو عام عن إطلاق إسرائيل حرب خفية ضد إيران لعرقلة برنامجها النووي، واغتيال كبار العاملين فيه.‏

جدير بالذكر أن عشرات العلماء وأساتذة الجامعات الذين كانوا يعملون في البرنامج النووي العراقي السلمي تعرضوا للتصفية الجسدية منذ الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 . كما اغتالت اسرائيل العديد من علماء الذرة العرب أبرزهم العالم المصري يحي المشد .‏

ووقعت عملية التفجير في وقت تواجه ايران امكانية فرض عقوبات دولية جديدة عليها بسبب برنامجها النووي ورفضها وقف عمليات تخصيب اليورانيوم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية