تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المطربة شام كردي تغني ربا الجمال

ثقافة
الثلاثاء 27-1-2015
أحمد بوبس

جميل أن يتذكر المطربون الجدد المطربين الكبار، ويحيوا ذكرهم بتقديم أغنياتهم. وحسناً فعلت المطربة شام كردي وفرقة الموسيقا الشرقية بقيادة نزيه أسعد حين خصصا أمسيتهما الغنائية التي أقيمت منذ أيام في دار أوبرا دمشق لأغنيات المطربة ربا الجمال.

انقسم برنامج الأمسية إلى قسمين. في القسم الأول قدمت شام أغنيات ربا الجمال الملحنة لها خصيصاً. وهذه الأغنيات هي (فاكر وإلا ناسي) كلمات ناصر رشوان وتلحين أمير عبد المجيد، و(ليالي العمر) كلمات وتلحين ماجد زين العابدين، (وصعبها بتصعب) كلمات نبيل أنيس وتلحين عماد توفيق سليم، و(صبرني ياقلبي) كلمات وتلحين ماجد زين العابدين.‏

أما القسم الثاني فتضمن أغنيتين لأم كلثوم كانت تدأب ربا الجمال على تقديمهما، والأغنيتان (أنساك ياسلام) كلمات مأمون الشناوي وتلحين بليغ حمدي و(افرح ياقلبي) كلمات أحمد رامي وتلحين رياض السنباطي. وهذه المعلومات عن كتاب كلمات الأغنيات وملحنيها من عندي، فالبرنامج المطبوع لم يتضمن أياً من هذه المعلومات، مع أننا طالبنا أكثر من مرة، فهذا أولاً حق لمبدعي الأغنيات، ومهم ثانياً لتعريف الجمهور بهم، ولكن يبدو لاحياة لمن تنادي.‏

وعلى الرغم من أن أجواء الحفلة لم تكن مشجعة لأن يظهر المطرب قدراته وإبداعه في الغناء، لأسباب سأتحدث عنها بعد قليل، فإن شام أظهرت قدرتها الصوتية الكبيرة في أداء الأغنيات، ساعدها في ذلك مساحة صوتها الواسعة، ومعرفتها الموسيقية في الارتفاع إلى الجواب والانخفاض إلى القرار وقت اللزوم. وتميزت أيضاً بوضوح الكلمات وسلامة مخارج الحروف. وأعتقد أن على شام أن تستمر في تقديم الغناء التراثي، لأنه - وللأسف - لم يعد لدينا ملحنون قادرون على التلحين للأصوات القديرة، لأن ملحنينا الكبار أمثال عبد الفتاح سكر ومحمد محسن ونجيب السراج رحلوا، ولم تعط الحركة الموسيقية في بلدنا خلفاء لهم.‏

ثمة ملاحظة لابد منها. فعلى الرغم من أن التكريم كان للمطربة ربا الجمال، لكننا لم نشاهد أي وجود لها في الأمسية. ولولا عبارة صغيرة في ثنايا الكراس الموزع على الجمهور لما عرفنا أن الأمسية تكريماً لها، فكان يجب الإشارة لذلك في الصفحة الأولى من الكراس (الغلاف)، ووضع صورة لها أولاً في الكراس، وثانياً على شاشة تشكل خلفية للمسرح، لتكون موجودة في حفل تكريمها.‏

أما أجواء الحفلة فكانت محبطة للمطربة والفرقة على حد سواء. بسبب قرار إدارة دار الأوبرا بإلزام الجمهور من الرجال بارتداء ربطة العنق (الكرافة) عند حضور حفلات الدار. ومن سوء حظ شام كردي أن القرار طبق لأول مرة في حفلتها، وهذا جعل معظم الجمهور يمتنع عن حضور الحفلة ويعود أدراجه، فكان أن قل جمهور الحفلة، فلم يزد عدده عن الخمسين، بينما كان عدد الذين امتنعوا عن الدخول بسبب القرار ضعف هذا العدد. كماأدى ذلك إلى تأخير بدء الأمسية لأكثر من نصف ساعة.‏

أعتقد أن هذا القرار هو تقليد لدور الأوبرا الأوروبية في القرون الوسطى حين كانت دور الأوبرا مخصصة للطبقات الأرستقراطية. وعندنا دار الأوبرا مخصصة لكل الجمهور وليس لطبقة واحدة، وبالتالي فهذا القرار خطأ كبير، سوف يقلص جمهور الدار الذي هو الهدف الأول والأخير من أي حفلة. خاصة وأن جمهورنا متعدد المشارب، وقسم منه من جيل الشباب الذين لم يرتدوا ربطة عنق في حياتهم، ومعظم الجمهور يأتي من عمله أو من دراسته في الجامعة مباشرة إلى الحفلة بألبستهم العادية. أعتقد أن إعادة النظر في هذا القرار ضروري إذا أرادت دار الأوبرا المحافظة على جمهورها. وكانت إدارة الدار أيام الدكتور نبيل اللو قد حاولت تطبيق نفس القرار، لكنها تراجعت لأنها وجدته غير عملي. وأعتقد أيضاً أن دور الأوبرا الأوروبية ألغت مثل هذه القرارات بعد انتفاء تخصصها لنوع واحد من الجمهور.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية