وتساعد على ترسيخ الهوية الوطنية، وهوإلى جانب ذلك يشكل مرآة واضحة لملامح المجتمع بمحاسنه وأيضا بما يعتريه من سلبيات لوضع الحلول المناسبة لها.
ومع ذلك ثمة من يردد دائما مقولة أن زمننا هوزمن التلفزيون لا المسرح، وربما هذه المقولة صحيحة نسبيا بعد أن شهدنا انكفاء المسرح قليلا أوكثيرا، وكان الأجدى قبل أن نثبت هذه المقولة أن نبحث عن اسباب انكفائه، ولماذا تركنا لطغيان التلفزيون أن يسيطر ويحتل المرتبة المتقدمة لدى الجمهور.
وربما دفعتنا مسرحية دائرة الطباشير التي عرضت مؤخرا واستطاعت أن تحطم هذه المقولة إلى طرح السؤال التالي:
لماذا أهملنا المسرح الحقيقي بدءا من المدرسة ومرورا بالمسرح الجامعي الذي ترك بصمة هامة على ساحة الابداع السوري، وسجل في أجندته الكثير من المبدعين وليس آخرهم دريد لحام، فقد أسهم المسرح الجامعي وعلى مدى عصور في تخريج كفاءات قادرة على مواصلة دربها الابداعي إلى جوار المسرحيين المحترفين كتابة وتمثيلا واخراجا، وهذا بدوره يرتب علينا مسؤولية دعم ذلك النشاط الطلابي معنويا وماديا لما له من أهمية باعتباره منبرا فعالا لخلق مجتمع سليم وانسان متكامل.
وهذا يتطلب لا شك إعادة تأهيل المسارح في الكليات وإنشاء فرق مسرحية على اسس منهجية مهمتها تقديم العروض المسرحية والمسابقات في الكتابة والتأليف واحياء المهرجانات المسرحية والأمسيات ليعود لمسرح الجامعة ألقه وليكون محطة لانطلاقة المبدعين، فهل تنظر الجهات المعنية بعين الاهتمام لفن المسرح الذي كان دائما «أبوالفنون» وعين المجتمع الصادقة ؟!