ما يعني أن المنطقة ستبقى رهينة الإرهاب الداعشي والحرب المزعومة ضده لسنوات طويلة إذا ما بقي التعاطي الأميركي والغربي على هذه الوتيرة المتصاعدة من الاستخفاف بالعقول والتكاذب والتضليل، الأمر الذي يفضح هشاشة التحالف الأميركي ضد داعش ويجعل مصداقيته في الصميم..؟!
هذا المعطى الأميركي الجديد إضافة إلى معطيات أخرى كتسليح وتدريب ما يسمى «المعارضة السورية المعتدلة» لمواجهة داعش، ووقوع السلاح الأميركي بيد داعش بشكل متعمد أو عن طريق الخطأ يقدم دليلاً جديداً على كذب الادعاءات الأميركية بخصوص محاربة الإرهاب بشكل عام، لأن داعش لا تختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، والأميركي أكثر من يعرف خطوط إمدادها وتمويلها وتدريبها خليجياً وتركياً وإسرائيلياً ، وكأن المطلوب أن يبقى الإرهاب على نشاطه وأن تستمر الحرب عليه إلى ما لا نهاية.
فمن الحقائق المؤكدة أن واشنطن وأدواتها يريدون إطالة عمر الإرهاب في المنطقة لجني محاصيله قتلاً وتهجيراً لشعوبها وتدميراً وتقسيماً لمجتمعاتها ودولها، شريطة أن تبقى شروره وتأثيراته بعيدة عن دولهم ومجتمعاتهم وألا تقترب من كيان الإرهاب الصهيوني المتحمس أكثر من غيره لتدمير المنطقة وضرب الاستقرار فيها، وهذا ما يفسر تحالفه العلني ودعمه المستمر لإرهابي جبهة النصرة في ريف القنيطرة وشنه العديد من الاعتداءات على سورية نصرة لهم..؟!
أما الحقيقة الأشد وضوحاً التي يتجاهلها الغرب ويرفض الاعتراف بها هي أن دحر الإرهاب التكفيري وكذلك الإرهاب الصهيوني هو مسؤولية شعوب المنطقة ودولها ولا يمكن أن يتم ذلك بدونها، وأما الحروب التي يروجون لها فمجرد مضيعة للوقت واستغلال للأوضاع وانتهازية لتحقيق جملة مآرب أخرى..!