لافروف وفي مؤتمر صحفي له أمس قال: إن لقاء الأطراف السورية في موسكو ليس محادثات فاللقاءات التي ستجري بمشاركة ممثلين عن الفئات المختلفة من المعارضة تهدف إلى تقديم مكان وساحة للمناقشة للتوصل إلى مناهج وطرق مختلفة وواحدة للحديث ومناقشة المسألة مع ممثلي الحكومة الذين سينضمون للمناقشات في موسكو للتوصل إلى اتصال مباشر،
مبيناً أنه لم توضع أي مهام أو أهداف أمام هذا اللقاء ولكنه مجرد مجهود لتجديد الحوار دون شروط مسبقة على طريق تسوية الأزمة في سورية.
وشدد لافروف على أن روسيا ستتابع جهودها مع مصر والدول المهتمة بحل الأزمة في سورية بشكل سلمي لتهيئة ظروف تسمح ببدء حوار شامل تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفيما يخصّ الأزمة الأوكرانية أوضح لافروف أن القيادة الأوكرانية خرقت الهدنة من خلال الضغط العسكري على المناطق الشرقية لأوكرانيا ما سيزيد الضحايا المدنيين، وتهديم البنى التحتية، والمدن، مشيراً إلى أن تصريحات ممثلي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد حول بدء العمليات العسكرية جاءت بعد أسبوع من تصريحات الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو بتجديد العمليات العسكرية وذلك بعد يومين من لقاء وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا في برلين لدعم اتفاقية مينسك التي تنص على إبعاد الأسلحة الثقيلة عن خطوط الفصل.
وبين لافروف أنه من غير المقبول أن يتوقع أحد عدم ردّ قوات الدفاع الذاتي على قصف القوات الأوكرانية واستقبالها إياه بشكل سلمي مذكراً بأن قادة قوات الدفاع أعلنوا أنهم يحاولون القضاء على المواقع التي تشغلها القوات الأوكرانية التي تقصف المدن.
وأكد لافروف أن بلاده تقف مع إعادة إحياء بروتوكول مينسك وتبذل شتى الجهود والإمكانيات لبدء حوار ثابت ومباشر بين كييف وجنوب شرق أوكرانيا لافتاً إلى أن مجموعة الاتصال ستبدأ بعد أيام لقاءاتها داعياً الشركاء الغربيين ولا سيما ألمانيا وفرنسا المشاركتين في رباعي النورماندي إلى عدم القيام بأي إجراءات يمكن أن تعوق هذه الاتصالات بدعم الجانب الأوكراني في كل ما يقوم به منتقداً عدم تنديد الغرب بالعمليات العسكرية وعدم بذله جهوداً لتنفيذ اتفاقيات حلّ الأزمة الأوكرانية.
وحول تصريحات واشنطن وغيرها من الدول الغربية حول زيادة الضغط على روسيا وفرض العقوبات وخاصة فيما يتعلق بالكارثة التي جرت في ماريوبل قال لافروف (إنهم يشيرون بإصبع الاتهام الباطل إلى قوات الدافع الذاتي وروسيا دون أي تحقيق وأنا أذكر بمثال الطائرة الماليزية التي أسقطت وفرضت بعدها بيومين حزمة عقوبات ضد روسيا ومع أن مجلس الأمن دعا إلى فتح تحقيقات في الحادثة إلا أن سلطات كييف رفضت وبالنهاية تم الوصول إلى منطقة الحادثة بعد عشرة أيام وتلك الأوضاع تشابه ما يحدث اليوم لكونها فاجعة والاتهامات باطلة دون تحقيقات).
ودعا لافروف إلى إجراء تحقيقات دقيقة وعدم الالتفاف عليها واستغلال الفاجعة لفرض العقوبات ضدّ روسيا والضغط عليها أكثر لدعم مصالح الدول التي تريد الحرب وسفك الدماء وعلى الغرب أن يدرك كيف عليه بناء سياسته بالنسبة لأوكرانيا وروسيا في مجال الأمن على القارة المشتركة معولاً على أن العقل السليم والمصالح القانونية والوطنية ستنتصر في النهاية.
وفيما يخص البرنامج النووي الإيراني أشار لافروف إلى أنه بحثه مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مؤكداً موقف روسيا بوجود طرق لحله واستمرار العمل في هذا الاتجاه وأنه يمكن التعويل على نتائج إيجابية مشدداً على أن بلاده ترفض أن تحل المشكلة دون النظر في مصالح كل الأطراف وأن تكون الحلول قائمة على أساس قبولها من الجميع.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن إمكانية مشاركة الوزير لافروف يوم غد في (لقاء موسكو التشاوري حول الأزمة في سورية).
وقال ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية نائب وزير الخارجية في تصريح للصحفيين أمس في موسكو: (إنه إذا اجتمع جميع المدعوين للمنتدى معاً وإذا كان هناك محادثات بناءة بين الوفود كما من هذا الجانب كذلك من الجانب الآخر فإننا قد نخطط لإتاحة الفرصة للقاء الوزير لافروف) مشيراً إلى وصول نحو 28 ممثلاً عن (المعارضات السورية) حتى الآن إلى موسكو.
وكانت أنظار وسائل الاعلام ومنذ ساعات صباح أمس اتجهت إلى موسكو حيث انطلقت أعمال المنتدى التشاوري الذي دعت اليه روسيا بهدف توفير ساحة للنقاش بين جميع الاطراف السورية لوضع الاسس التي يجب أن يقوم عليها مؤتمر الحوار بين السوريين أنفسهم لاحقا لحل الازمة في سورية.
مشاورات منتدى موسكو تجري بعيدا عن التغطية الاعلامية المباشرة التي تؤمن وفق ما أكدت عليه الخارجية الروسية أجواء هادئة بعيدا عن أخطاء محادثات جنيف التي كانت على شكل دعاية واستعراض اعلامي الا أن ذلك لم يمنع وسائل الاعلام من الحديث عن أهمية المنتدى وافراد مساحات واسعة في نشراتها الاخبارية لاستضافة محللين وشخصيات سياسية تناولت النتائج المتوقعة والمرجوة منه.
ووصل أكثر من 28 ممثلا عن المعارضات السورية حتى الان إلى موسكو وبدؤوا مشاوراتهم المغلقة وسيستكملونها غدا للاتفاق فيما بينهم قبل أن يشارك الوفد الحكومي السوري برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري يوم الاربعاء للاستماع إلى ما ستقوله الشخصيات المعارضة المختلفة المشاركة في المنتدى.
وتتحدث الشخصيات المعارضة بين بعضهم البعض كما أوضحت الخارجية الروسية سابقا في مكان محايد دون أي تمثيل لدول أخرى بينما تنحصر مهمة المساعدين الذين يعرفونهم منذ فترة طويلة في مساعدتهم فقط على البدء في الحوار دون أن يكون المطلوب اقرار أي وثيقة على أن يتفهم المعارضون أنهم يجب أن يعيشوا في سورية دولة ذات سيادة في ظل وحدة الاراضي السورية وحماية كل المجموعات.
وبحسب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط والدول الافريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف فانه اذا اجتمع جميع المدعوين للمنتدى معا واذا كان هناك محادثات بناءة بين الوفود كما من هذا الجانب كذلك من الجانب الاخر فان الخارجية الروسية قد تخطط لاتاحة الفرصة للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وينطلق منتدى موسكو الذي جاءت تسميته لكونه يشكل لقاءات تشاورية تمهد لحوار من التأكيد على موقفها الثابت من أنه لا بديل من الحل السياسي للازمة في سورية عبر الحوار الداخلي بين معظم المكونات السورية وبارادة السوريين أنفسهم ومحاولة معالجة الاخطاء التي ارتكبت في مؤتمر جنيف لاسيما تلك المتعلقة بعدم تمثيل شامل لكل الاطياف الموجودة في سورية انذاك.
دعوات موسكو للمنتدى جاءت بشكل دعوات شخصية لكل من يندرجون تحت تسمية المعارضة بكل أشكالها وتوجهاتها وأطيافها وهو ما أثار حفيظة ائتلاف الدوحة الذي رفض الحضور وأعلن أنه سيفصل من عضويته أي شخص يشارك الامر الذي انعكس أمس في تصريحات أغلبية أعضائه الذين انبروا للظهور على وسائل الاعلام ومهاجمة المنتدى حيث تؤكد مصادر أن قرار مقاطعة الائتلاف له جاء نتيجة ضغط من تركيا.
وهنا تصف موسكو التي أكدت قبل بدء المنتدى أن الشخصيات المعارضة التي قد ترفض الحضور ستخسر بأن مستوى تمثيل الشخصيات في اللقاءات الجارية جيد مشددة على أن هناك قناعة كاملة تنمو الان في الغرب بأن الحل السياسي للازمة في سورية هو أمر حتمي.
وأكدت سورية في أكثر من مناسبة أن ذهابها إلى منتدى موسكو يهدف إلى الاجتماع مع الشخصيات المعارضة المختلفة ومناقشة الاسس التي سيقوم عليها الحوار السوري السوري عندما يبدأ وفي مقدمتها التأكيد على وحدة سورية وسيادتها ومكافحة التنظيمات الإرهابية ودعم الجيش وهو ما لا يختلف عليه أي سوري شريف.