لاسيما وأن الدعوات وجهت بصفة شخصية، وهذا سيجنب المشاركين الوقوع في حرج الخيارات أمام مرجعياتهم، ففشل اللقاء أو»المنتدى» كما أطلقت عليه روسيا يعني أن الشخصيات الحاضرة قد انصاعت لتوجهات الدول غير الراضية عنه، والساعية لإفشاله من خارج أسوار موسكو، عبرطروحات سياسية مكرورة، بعيدة بالمطلق عن الهدف المعلن للحوار.
سلسلة الاجتماعات والمؤتمرات المكوكية لما يسمى «بالمعارضة» والتي جرت في أكثر من مكان خلال الفترات الماضية، وآخرها اجتماع القاهرة الذي أصر على المرجعية الدولية للحل، متجاهلا عن قصد وعمد مرجعية الشعب السوري، أثبتت حتى اللحظة أن تلك «المعارضة» العاجزة حتى عن لملمة شتاتها لا تملك أي برنامج واضح للحل، وإنما ترديد ما يملى عليها من الخارج.
حجم المرجعيات الإقليمية والدولية «لمعارضة» الفنادق بات واضحا وجليا، وغالبية هذه المرجعيات تناصب العداء للشعب السوري، ولا تريد الوصول إلى حل سياسي، وتعمل على إطالة أمد الأزمة، والاستمرار في تغذية الإرهاب، وجميع المعطيات تشير إلى أن تلك المرجعيات اتفقت فيما بينها على وضع العصي بدواليب المسعى الروسي، وإلا ما معنى أن ترسل الولايات المتحدة جنودها بالتزامن مع لقاءات موسكو لتدريب آلاف الإرهابيين من «معارضتها المعتدلة»، وأن تفتتح مشيخة قطر وقبيلة آل سعود، ونظام أردوغان معسكرات التدريب على أراضيهم.
من الضروري أن تعي «المعارضة» حجم تمثيلها على الأرض، كي لا تضيع بين حسابات الدول المشغّلة، أو تغرق أكثر في انفصامها عن الواقع، ففي سورية اليوم يوجد فقط طرفان.. الشعب مع قيادته السياسية وجيشه النظامي من جهة، والمجموعات الإرهابية بمختلف تسمياتها من الجهة المقابلة، وإذا كانت تسعى بالفعل لإيجاد حل للأزمة من منطلق الحفاظ على سيادة سورية ووحدتها، فعليها الوقوف إلى جانب الجيش في محاربة التنظيمات الإرهابية أولا، فهذا سيمهد للحل السياسي، وليس العكس، كما تنادي به الدول الداعمة للإرهاب.
هناك بالطبع معارضة وطنية حقيقية، ولكن من يدعون زوراً وبهتاناً حرصهم على الشعب السوري, عليهم في المقام الأول ألا يكونوا مجرد أدوات تحركها القوى المعادية، فالطريق نحو الخروج من الأزمة واضح جلي لمن يريد أن يرى، وهو الحوار بين السوريين أنفسهم دون سواهم، ومن يرفض الحوار وفقا للثوابت الوطنية هو وحده من يتحمل مسؤولية ما يحصل.