قد يمتلك بعض الشباب أفكاراً جديدة ومبدعة لكنهم لا يمتلكون رأس المال اللازم أو الخبرة الكافية في مجالات الأعمال أو التقانة لإنشاء عملهم الخاص, ومن هنا تأتي أهمية دور الحاضنة اثناء فترة احتضان تلك المشاريع الصغيرة.
انطلاقاً من ذلك تبنت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مشروع إحداث أول حاضنة لتقانة المعلومات والاتصالات في سورية وقدمت جامعة دمشق المقر لها في دمشق وهو مشروع غير ربحي يهدف إلى خلق فرص أمام الشباب المبدع لنقل الأفكار الواعدة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات من النموذج المخبري والدراسة الورقية إلى عمل استثماري, فيغدو لصاحب الفكرة مشروعه وشركته الخاصة ليقدم منتجاً ذا قيمة مضافة للمجتمع.
في حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات كان هذا الحوار مع عدد من الشباب المبدع أصحاب مشاريع وشركات خاصة صغيرة:
- المهندس وسيم عبد الغني خريج حديث من كلية الهندسة المعلوماتية -قسم الذكاء الصنعي, علم بوجود الحاضنة عبر أحد اصدقائه..بدأ العمل على مشروعه منذ سنتين ويعتمد مشروعه على فكرة التحريك ثلاثي الأبعاد المختص بالدراما.
تحديداً ويقول: ليس في الوطن العربي شركات من هذا النوع وسنكون أول شركة مختصة بدون دعم خارجي أعني من خارج الوطن العربي.
نقوم بالأعمال التقنية والإدارة, تعمل الحاضنة على احتضان مشاريع لأفراد يرغبون بإقامة شركات في المستقبل وتساعدهم في خطوات التأسيس ريثما يقفون على أقدامهم لينطلقوا بعد ذلك.
بدأت مع الحاضنة منذ 20 شهراً و هي تقدم لنا المكان, الاتصالات, التجهيزات, وما يشبه دراسة أكاديمية وعملية تمكننا من التواجد في السوق بطريقة مناسبة, هناك مدربون أكاديميون وعمليون (بعضهم مديرو تسويق في شركات عالمية) ومحاضرات ومناهج.
قبل مجيئي إلى الحاضنة كنت كنجار يعرف كيف يعمل جيداً لكنه لا يملك الخبرة في تسويق نفسه ومنتجه في سوق معين أما بعد العمل في الحاضنة فبدا الأمر كمن يذهب إلى هدفه مباشرة في المكان الصحيح.
طموحاتي أن تغدو شركتي واحدة من أهم ثلاث شركات في العالم, باشرنا عملية الإنتاج ونحتاج إلى سنة تقريباً لطرحه وتسويقه وهو مسلسل مدته 160-200 دقيقة.
- المهندسة لارا حناوي خريجة هندسة معلوماتية أيضاً تعمل على تصميم مواقع الكترونية وإيجاد حلول تقنية أحدث, علمت بمشروع الحاضنة من زميلة لها كانت قبلها في الحاضنة, التحقت منذ 18 شهراً وقالت: الحاضنة تقدم مساعدات كبيرة لنا كشركة مبتدئة ودورات تدريبية بما يؤهلنا لدخول السوق عبر خطة واضحة سنتخرج بعد شهر لنبدأ العمل وتأسيس مقر جديد للشركة في السوق.
- ميساء الأحمر مصممة غرافيك درست البرامج المتعلقة بذلك والتحقت بورشات عمل لدى أساتذة متخصصين بالاتصالات البصرية وهي شريكة مع المهندسة لارا وقالت:
بدأت مشروعي خارج الحاضنة ومع دخولي إليها لجأنا إلى عملية اندماج وشكلنا فريق عمل, الحاضنة توفر لنا المكان المميز والاتصالات وهي بذلك تقدم لنا تخفيضات كبيرة في تكاليف المنتج.
عملت في السوق لتسع سنوات وأدرك حجم الفرق ونحن على وشك قطف ثمار المشروع والجهود التي بذلناها.
كنساء كنا نواجه صعوبات في السوق ولكنا نؤمن بعدم وجود مستحيل والأمور الآن جيدة, سنعمل على تطوير شركتنا وتوسيع عملنا وسنعمد إلى توظيف أشخاص مؤهلين ولقد تجاوز عملنا حدود سورية فقد صممنا موقعاً إلكترونياً لإحدى الكليات في كندا والسوق ليس محصوراً وهذا ما نطمح إليه.
إن أهم عامل في الدعاية والتسويق لأي مشروع هو الزبون ذاته الذي نتعامل معه فكلما كان عملنا مميزاً ومتقناً ومتطوراً نصح به الآخرون للتعامل معنا.
- نصوح عودة شاب عمل على تبسيط فكرة المحاسبة قال:
عملت على إنتاج برامج محاسبة على الكمبيوتر لا يحتاج مستخدمها إلى خبرة في المحاسبة ولا في الكمبيوتر.. البرنامج بسيط جداً ومؤلف من نافذتين فقط ويمكن لمن يريد استخدامه التدرب عليه خلال 20 دقيقة فقط.
وقد بدأت الفكرة منذ أن عملت محاسباً, أجد صعوبة في تلك المحاسبات فحاولت إيجاد حل يبسط تلك العملية واستغرقني العمل 3 سنوات إلى أن وصلت إلى ذلك البرنامج.
شاركت في معرض شام 2005 وهناك تعرفت على حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات والتحقت بها منذ 18 شهراً وهي تقدم لنا كل الدعم اللازم (المكتب, التجهيزات, الاتصالات) وأتعامل مع الآخرين باسمها أحياناً وكل ذلك مجاناً.
لدينا الآن حوالى 100 زبون وفي كل يوم لدينا تطوير على البرنامج وفقاً لطلبات الزبون, أعمل مع شابين آخرين في هذا المشروع وخلال وقت قصير سنغادر الحاضنة إلى السوق وهناك بالتأكيد صعوبات ولابد من مواجهتها.
- الآنسة ريما شعبان مديرة الحاضنة تابعت جولتنا ولقاءنا بأصحاب الشركات والمشاريع المميزة وقالت تعليقاً على الصعوبات التي قد تواجه بعض الشباب خلال الانتقال إلى السوق:
يترافق ذلك عادة ببعض الخوف والتوجس فالبقاء في مقر الحاضنة أكثر أماناً واستقراراً لكن إدارة الحاضنة لديها اهتمام بمتابعة هؤلاء الأشخاص ومشاريعهم بعد خروجهم وستوفر لهم الخدمات قدر المستطاع وستحافظ على التواصل معهم ورعايتهم والعمل على تطوير الخدمات التي تقدمها الحاضنة لهم في سبيل نجاحهم والوقوف بجانبهم في حال تعثرهم لا سمح الله.
لدى الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية خطوة لاحقة هي منتدى صناعة البرمجيات وهو تجمع لشركات صغيرة, ثمة تعاون وتكامل فيما بينها لتسهيل وتذليل مشكلات سوق المعلوماتية وسنوفرها لأغلب المتدربين وسيبقى الخريجون على صلة بالخدمات ولهم أولوية في المشاركة بمعارضنا وورشات العمل والخدمات الجديدة التي نقدمها.