فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المترشح على رأس قائمة الحزب ستكون له البصمة النهائية على أي توجه أو مسار داخلي أو خارجي في الحياة الروسية بعيدا عن موقعه المرتقب.
نتائج الانتخابات الروسية ومارافقها من اهتمام محلي وخارجي لم تكن مفاجئة إلا أن الخاص منها تحولها إلى استفتاء شعبي على الرئيس الروسي بوتين ووثيقة حق شرعي لاستمراره في إدارة شؤون البلاد بعيدا عن الإشكاليات الدستورية التي لا تسمح له الترشح لولاية ثالثة. حديث ما بعد الانتخابات التشريعية يدور حاليا حول شكل الممارسات السياسية التي سوف يتبعها الرئيس بوتين تأكيدا لحقه واستجابة لرغبة شعبه في الإمساك بزمام الأمور وقيادة روسيا نحو مواقع أفضل هي تستحقها وإمكاناتها وتراثها السياسي يؤهل له ممارستها.
ومع استعداد حزب روسيا الموحدة الذي لم يرافقه إلى مجلس النواب سوى ثلاثة أحزاب هي الحزب الشيوعي الروسي,والحزب الليبرالي الديمقراطي,وحزب روسيا العادلة لكن بفارق كبير من نسب الاصواب, حيث لم تستطع الاحزاب الثلاثة الفائزة مجتمعة تحقيق نسبة 25% من الأصوات ما يعني أن حزب الرئيس بوتين هو سيد الساحة بلا منافس وهو الذي سيحدد مستقبل روسيا.
وأول ما سيقوم به الحزب بعد اجتماعه الأول في 17 الشهر الجاري هو ترشيح ممثله إلى الانتخابات الرئاسية وإطلاق الحملة الانتخابية لصالحه اعتبارا من 28 الشهر الجاري وقناعته بأنه سيفوز بالجولة الأولى المقررة في 2 آذار .2008
إلا أن الذي يشغل اهتمام المواطن الروسي والمتابعين للشأن الروسي محليا واقليميا وعالميا هو الإخراج العملي للشكل المرتقب لاستمرار قيادة بوتين لروسيا, حيث ظهرت حتى الآن السيناريوهات التالية:
1- أن يعمد حزب روسيا الموحدة بعد أول اجتماع له إلى ترشيح الرئيس بوتين كممثل عنه للانتخابات القادمة بعد أن يقوم بانتخابه رئيسا للحزب واستقالته من رئاسة البلاد حاليا بما لا يؤدي إلى خرق الدستور أو تعديله.
2- أن يقوم الحزب باتخاذ قرار تسمية بوتين قائدا للوطن وطرح هذا الموضوع على الاستفتاء اثناء انتخابات الرئاسة القادمة, ما يعني استمراره كمرجعية أولى للإدارة والحكم والسياسة الخارجية والداخلية في البلاد مع وصول رئيس متوافق معه من حزبه.
وهذا الأمر طرحه زعيم حزب روسيا الموحد غريزلوف قبل نتائج الانتخابات.
3-أن يقوم حزب روسيا الموحدة بتسمية الرئيس بوتين لتشكيل الحكومة الروسية وعهد كامل الصلاحيات له وهذا الأمر علق عليه الرئيس بوتين قبل الانتخابات بالايجاب مشترطا لذلك فوز حزبه بغالبية الاصوات أي التفويض الشعبي اللازم, وفي هذه الحالة قد يعمد البرلمان الروسي إلى تعديل صلاحيات الرئيس ورئيس الحكومة أو على أقل تقدير تنظيمها بما يناسب وصول بوتين واستمراره.
كما أن فكرة الزعيم الوطني بدأت تنتشر بشكل واسع في الشارع الروسي.
وكانت حركة ( من أجل بوش) قد جمعت أوائل الشهر المنصرم أكثر من 30 مليون توقيع تأييدا لبوتين واعتباره زعيما وطنيا واستمراره في السلطة سواء زعيما لحزب الأغلبية في البرلمان أو رئيسا للوزراء أو تعديل الدستور, المهم أن يبقى قائدا للبلاد.