بأن اليورو القوي يشكل مشكلة في اليوم نفسه أبدت وزارة المالية قلقها بشأن تكدس البضائع الخاصة بالتصدير عن الشركات الألمانية ففي الفصل الثالث من هذه السنة التجارة الخارجية التي طالما شكلت المحرك الاساسي للاقتصاد الألماني حطت بثقلها اليوم على نمو هذا الاقتصاد.
قبل أسابيع كانت ما تزال مسألة تثمين اليورو تشكل أحد مواضيع الخلاف الاساسية بين باريس وبرلين ففي تلك الفترة أبدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قلقه حول مستوى تثمين العملة الاوربية بينما وجدت المستشارية الألمانية من ناحية البند أن هذا القلق ليس في محله وفي لقاء القمة بين مجموعة الدول الاوربية الذي عقد مؤخراً في منتصف تشرين الاول الماضي رفضت المانيا وهولندا والنمسا الاعراب عن قلقها حول ضعف الدولار أمام اليورو لكن بعد أيام من ذلك بدت الآراء الاوروبية منقسمة وظهر ذلك خلال اجتماع الدول الصناعية السبع فمنذ ذاك الوقت واليورو مستمراً في الارتفاع ففي 12 تشرين الاول كان اليورو الواحد يساوي 1,41 دولار بينما أصبح يساوي 1,49 دولار في 23 من نفس الشهر أي بعد أحد عشر يوماً فقط.
سياسياً يعتبر التحرك الألماني أمراً رائعاً لكي تكون أوروبا ذات مصداقية عليها أن تتحدث بمجملها وبصوت واحد في هذا المجال كما في أي مجال آخر بتغيير أنجيلا ميركل لموقفها اتخذت على عاتقها مجدداً التساؤلات حول النمو الاقتصادي التي أعلن عنها في الاسابيع الأخيرة المتنفذون الاقتصاديون الألمان - مجمع الحكماء - وكذلك مؤسسات الاحوال الاقتصادية الرئيسية.
هل سيكون لخطاب المجموعة الاوربية السياسي الحازم نتائج ملموسة على مستوى العملة الاوربية الموحدة? لا يمكننا الجزم في هذا الخصوص.
حين عرف الاقتصاد الامريكي التباطؤ ماذا حدث? لم يقم الأمريكيون بأي اجراء حيال ذلك أي لم يعملوا على تقوية عملتهم الدولار.
من جهته جان كلود تريشيه مدير البنك المركزي الاوربي حين قابل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مؤخراً أبدى قلقاً كبيراً حيال التضخم المالي أكثر من قلقه حيال مستوى قيمة اليورو كما ويتوقع الخبراء أن قيم فوائد البنك المركزي الاوربي لن تنخفض في الأشهر المقبلة إنما سترتفع أخيراً إن كانت شركة طائرات إير باص تبكي إلا أن البعض الآخر يخفي فرحه حيث تفسر الارباح الكبيرة لخطوط الطيران الفرنسية في أن الشركة اشترت طائراتها ومادة الكيروسين سائل نفطي بالدولار وباعت تذاكرها باليورو.
إذا اليورو القوي لن يكون سوى المسبب للعوائق.