وقد يساعد هذا النجاح بوش في اعطاء فترته الرئاسية الأخيرة شرعية ما ولكن ماذا لو فشلت الخطة.
يجب على بوش أن يفهم أن النجاح في جهود السلام يتطلب الكثير من بعد الرؤية والمزيد من الضمانات أكثر مما اظهر هو ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس حتى الان كما يتطلب ذلك بشكل خاص تدخلاً مباشراً وقوياً من الرئيس بوش نفسه.
ولكن للأسف لم يقدم بوش أو رايس أي مؤشرات حول رؤيتهما لما بعد أنابوليس, وعوضا عن الكلام عن مزايا السلام الشامل بين العرب و( الإسرائيليين) والذي يتضمن اتفاقيات سلام مع سورية ولبنان كما الفلسطينيين ركز القادة الأميركيون على المفاوضات (الإسرائيلية)- الفلسطينية وهذا خطأ كبير للأسباب التالية:
أولا: لا تزال هناك خيبة أمل كبيرة جراء فشل جهود الولايات المتحدة في مجال السلام وعدم الثقة بالإدارة الأميركية التي تجاهلت إلى حد كبير صنع السلام في سنواتها الست الماضية.
ويحتاج بوش ورايس إلى التغلب على هذه الهواجس وإعادة تنشيط قوى السلام الموجودة ولكن الكامنة إلى حد بعيد كما ينبغي وضع رؤية بعيدة للوصول للسلام في المنطقة وشرح فوائده في كل فرصة متاحة والأكثر أهمية العمل لتحقيقه بكفاءة وجدية.
ثانيا: يقول معظم ( الإسرائيليين) إنهم يحتاجون إلى الاعتراف بهم وإقامة علاقات طبيعية مع العالم العربي ولاشك أن خطة السلام العربية لعام 2002 تقدم لهم ذلك لكن مقابل الانسحاب من الاراضي العربية بما فيها الأراضي السورية واللبنانية وبهذا السياق فقط يمكن تحقيق اندماج اقليمي تحتاجه جميع الاطراف.
ولاشك أن نجاح عملية السلام بين الفلسطينيين و( الإسرائيليين) يتطلب تأمين دعم للرئيس الفلسطيني محمود عباس من أغلبية الفلسطينيين واذا لحقت سورية بقطار السلام سوف تساعد عباس في الحصول على تأييد ودعم الأغلبية الفلسطينية واذا لم يحدث ذلك لن يتمكن عباس من النجاح كما أن مشاركة سورية ضرورية لمشاركة اللبنانيين في السلام النهائي, هل هذه مراهنة ضخمة? بالطبع هي كذلك لكن هي من النوع الذي من الممكن الفوز به.
في الشرق الأوسط هناك الكثير من خيبة الأمل وعدم الثقة, لكن هناك جو من الملل والضجر من الحرب وتوق كبير إلى العيش في حياة طبيعية والاقرار بوجوب قيام الاطراف جميعها بتقديم تنازلات للفوز بالسلام.
ثالثا: في الطرف الفلسطيني يمكن لحركة حماس أن تدعم الاتفاق لكن قادتها قالوا في الماضي إنهم يتركون لعباس مهمة التفاوض مع الإسرائيليين نيابة عن جميع الفلسطينيين ومعارضتهم لمؤتمر أنابوليس كان من خلال مسيرات سلمية وليس من خلال العنف كما حدث في تسعينيات القرن الماضي.
رابعا: صحيح أن الأوضاع في العراق وإيران تؤثر على الدول العربية المعنية بالسلام لكن هذا الطريق باتجاهين,إن سلاماً شاملاً مع الإسرائيليين سيجعل التعامل مع العراق وايران في المستقبل أسهل بكثير.
وإلى جانب ذلك فإن الدعم الدولي لسلام عربي إسرائيلي كامل ونهائي قوي جدا وجميع القوى الكبرى في العالم التي لديها مراهنات في المنطقة تحتاج اليوم إلى نجاح عملية السلام واذا فشلت مراهنة بوش الحالية فإن ذلك سوف يضعف نفود الولايات المتحدة وموقفها في جميع أنحاء العالم.
لقد اتخذ بوش خطوة جيدة في أنابولس بتشديده على الحاجة إلى وضع سلام نهائي وليس فقط المزيد من الإجراءات المؤقتة وهو يحتاج الآن إلى توسيع هذه الرؤية لتشمل جميع جوار (إسرائيل) وليس الفلسطينيين فقط, والآمال قد لا تكون عالية لكن العالم يراقب ويأمل بتحقيق السلام.