تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استعادة أعمال محمد زفزاف

كتب
الأربعاء 12/12/2007
شكلت أعمال الأديب المغربي الراحل محمد زفزاف 1942 - 2001 لقصة عربية مغربية من نوع مختلف وأدب يجد الأكاديميون صعوبة في تصنيفها أو تحليلها وفق مدرسة أدبية بعينها أو مذهب ما..

يعده النقاد أدباً مبتكراً حداثياً, جميلاً, غارقاً في تفاصيل الهم اليومي للإنسان العادي البسيط, نصوص زفزاف العالقة في الأذهان لا تنسى, فيها يصور المواطن العادي مهلل الملابس يمشي خائفاً متلفتاً وراءه وهو يعبر الشاعر يتقيأ يومياً متقززاً من كل شيء.‏

سطر محمد زفزاف عشرات الروايات وعشرات القصص كأستاذ في مدرسة إعدادية قبل أن يترقى ليصبح أمين مكتبة التلاميذ.‏

عاش حياته في الدار البيضاء ,عاشها بوهيمياً على غرار محمد شكري الذي كان صديقه الدائم. لا يعرف غير ا لكتابة بين شقته ومقاهيه المفضلة, مثل مقهى ماجستيك بحي المعاريف بالدار البيضاء.‏

إنه الفوضوي المنظم كان بنظر الكثير من النقاد العرب أحد أكبر كتاب المغرب, وظل طيلة حياته لا تستسيغه مدينة الإسمنت ولا يستسيغها. ومعروف عنه كما يذكر أحد أصدقائه الكتاب: (كريم اليد ويجود بما يملكه, كان بيته ممتلئاً دوماً بالأدباء الشباب الذين يأكلون معه في صحن واحد ويدخنون من علبة سجائره ويشربون معه بذات القدح.. لكنه, سبب افتقاره إلى مورد مال ثابت كان لا يستطيع في بعض الأحيان حتى شراء الجريدة).‏

ظل دائماً من يمثل الوجه الآخر لصوره المتناقضة من ثقافة المدينة وبريقها الخادع وأصحاب البدلات الشيك و الجهل الثقافي المطبق, كيف لا يراهم جهلة وهم من هدموا مسرح المدينة الوحيد في الثمانينات.‏

يقول سعدي يوسف في رثاء زفزاف:(تشبثه بالحرية, حرية الفنان والمواطن أورده شظف العيش, بل المقاطعة والعزلة أحياناً). ,ويفسر سعدي يوسف قلة الاهتمام بزفراف ويرجعها إلى سببين الأول أن أعمال زفراف العفوية الصادقة تحترم جمهورها. وتعنى بقضاياه ولا تقدمها كما يشتهي الآخر والثاني: أن زفزاف لم يكتبها بلغة أجنبية زفراف الذي لم يحظ بأي جائزة أدبية وطنية في بلاده.‏

يعكس حالة معروفة تماماً في الأدب العربي بشكل عام. فالثقافة واجهة للسياسة وساحة لها, ظل متألقاً واضحاً عبر الفن لا عبر البيان الصحفي أو السياسي.‏

المركز الثقافي العربي: بيروت- ا لدار البيضاء- خلال الموسم الأخير أعاد طباعة عدة أعمال للراحل محمد زفزاف منها رواية المرأة والوردة, وأرصفه وجدران وبيضة الديك وقبور في الماء.‏

تعليقات الزوار

سعيد فضل الله |  peter-the-king@live.fr | 11/10/2009 22:17

انه لمن دواعي الغبطة و السرور ان اطل على هذه النافذة الذهبية و الجوهرة المفقودة و التي تتجلى في مشاركتي لأبدي برأيي فـي كاتب كبير لم اشهد ولم اقرأ لمثيله قــط انه سمحمد رحمه الله و في كلمتي للسمحمد اكون قد اعدت له ما كان يناديني به هو شخصيا (ابني سعيد) انه الأب الحنون و الاستاذ المثالي و الفيلسوف الحكيم كنا نحن زمرة من التلاميذ في اعدادية الوفاء(النجد حاليا) نفرح ونستمتع اثناء حصته كان لا يفوه الا بالكلام المعسول المفيد و كانت شطحاته في القسم تشبه تلك النحلة التي لا تحط الا على الورود و الازهار و لا تعطي الا عسلا خالصا. انا من بين التلاميذ الذين درسو عنده و تعلمو منه القيم والاخلاق و العلم كان رحمه الله لا يفرق بين ابنته و أنا و من هذا المنبر اطلب من ابنته ان تتصل بي على بريدي الالكتروني هذا peter-the-king@live.fr و ذلك حتى اتمكن من الحفاظ على العلاقة الوطيدة التي كانت تربطني بالمرحوم،للإشارة قضيت معه في بيته المتواضع ليالي طويلة و جميلة حضرت فيه الى حواره اليومي مع خالد مشبان منشط برنامج للثقافة اخبار غبر امواج اذاعة طنجة كما حضرت و هو يكتب مسودات لبعض قصصه الشهيرة و التي ترجمة الى عدة لغات مثل (بيضة الديك ، الثعلب الذي يظهر و يختفي ، ارصفة و جدران ، و المرأة و الوردة) هذه الاخيرة تدرس في جامعة الصربون الدولية بفرنسا و كان رحمه الله يسافر كل سنة الى جامعة صربون ليكَرم لا لشيء إلا لأنه يعتبر اول قاص تدرس قصته في هذه الجامعة . كان رحمه الله كبيرا و شامخا و سيظل كذلك بإرثه العظيم الذي تركه في مكتبات كل المثقفين . رحم الله النفس الزكية.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية