|
استعادة أعمال محمد زفزاف كتب
يعده النقاد أدباً مبتكراً حداثياً, جميلاً, غارقاً في تفاصيل الهم اليومي للإنسان العادي البسيط, نصوص زفزاف العالقة في الأذهان لا تنسى, فيها يصور المواطن العادي مهلل الملابس يمشي خائفاً متلفتاً وراءه وهو يعبر الشاعر يتقيأ يومياً متقززاً من كل شيء. سطر محمد زفزاف عشرات الروايات وعشرات القصص كأستاذ في مدرسة إعدادية قبل أن يترقى ليصبح أمين مكتبة التلاميذ. عاش حياته في الدار البيضاء ,عاشها بوهيمياً على غرار محمد شكري الذي كان صديقه الدائم. لا يعرف غير ا لكتابة بين شقته ومقاهيه المفضلة, مثل مقهى ماجستيك بحي المعاريف بالدار البيضاء. إنه الفوضوي المنظم كان بنظر الكثير من النقاد العرب أحد أكبر كتاب المغرب, وظل طيلة حياته لا تستسيغه مدينة الإسمنت ولا يستسيغها. ومعروف عنه كما يذكر أحد أصدقائه الكتاب: (كريم اليد ويجود بما يملكه, كان بيته ممتلئاً دوماً بالأدباء الشباب الذين يأكلون معه في صحن واحد ويدخنون من علبة سجائره ويشربون معه بذات القدح.. لكنه, سبب افتقاره إلى مورد مال ثابت كان لا يستطيع في بعض الأحيان حتى شراء الجريدة). ظل دائماً من يمثل الوجه الآخر لصوره المتناقضة من ثقافة المدينة وبريقها الخادع وأصحاب البدلات الشيك و الجهل الثقافي المطبق, كيف لا يراهم جهلة وهم من هدموا مسرح المدينة الوحيد في الثمانينات. يقول سعدي يوسف في رثاء زفزاف:(تشبثه بالحرية, حرية الفنان والمواطن أورده شظف العيش, بل المقاطعة والعزلة أحياناً). ,ويفسر سعدي يوسف قلة الاهتمام بزفراف ويرجعها إلى سببين الأول أن أعمال زفراف العفوية الصادقة تحترم جمهورها. وتعنى بقضاياه ولا تقدمها كما يشتهي الآخر والثاني: أن زفزاف لم يكتبها بلغة أجنبية زفراف الذي لم يحظ بأي جائزة أدبية وطنية في بلاده. يعكس حالة معروفة تماماً في الأدب العربي بشكل عام. فالثقافة واجهة للسياسة وساحة لها, ظل متألقاً واضحاً عبر الفن لا عبر البيان الصحفي أو السياسي. المركز الثقافي العربي: بيروت- ا لدار البيضاء- خلال الموسم الأخير أعاد طباعة عدة أعمال للراحل محمد زفزاف منها رواية المرأة والوردة, وأرصفه وجدران وبيضة الديك وقبور في الماء.
|