فكر طويلاً قبل أن يتخذ ما يفترض أن يتخذه أي مدير تقليدي من إجراءات في تنقلات وتعيينات وخطابات ووعود وما شابه, فرأى أن كل ما سبق لن يجدي نفعاً مادام هو وحده صاحب القرار في أي إجراء أو تصرف أو قرار أو فعل أو غير ذلك, وهو يريد الجميع مسؤولين عن القرار والإجراء والتصرف.
فكتب كلمة (فكر!) على أوراق وضعها أمام كل عامل وإداري ومستخدم في كل مجالات العمل! وضعها على الآلة وعلى المكتب, وفي الممرات, وعند الدخول إلى الشركة بحيث لا تغيب عن نظر الجميع.
فكر قبل أن تبدأ أي عمل!
فكر بما ستقوم به. فكر بما ستنجزه.
فكر بما ستقول.. فكر بما سيقال لك.. فكر بقرارك..فكر بتصرفاتك.. فكر بإجراءاتك..الخ. فكر واجعل ذهنك وقاداً دائماً. وفكر الجميع بالنجاح, ونجحوا, وانتقلت الشركة من موقع الخسارة إلى موقع الريادة!
المدير لم يدع أنه سيكون القادر منفرداً على إنقاذ تلك الشركة مما كان يمكن أن تؤول إليه, بل أراد أن يكون الجميع فريق عمل حقيقياً يشاركه التفكير بما يجب أن يقوموا به جميعاً!
المدير لم يبحث عما يمكن أن يعتقده كفاءات أو خبرات فيقربها إليه ليعمل معه! فالجميع لديهم ما يمكن تقديمه..!
والعاملون لم ينتظروا التوجيهات والتعليمات كما هي العادة ليعملوا وفق ما سيملى عليهم! الجميع فكروا.. والجميع عملوا بما وثقوا أنه سيؤدي بهم إلى النجاح بعد التفكير الذي سبق كل عمل, فنجحوا جميعاً!.
قد يقول قائل إن الإدارات عندنا تفكر بنتائج أي عمل قبل أن تقوم به, والعاملون يفكرون بنتائج أي تصرف يمارسونه قبل القيام به! وقد أوافق إلى حد ما هذا القول, لكنني متأكد تماماً أن الأغلبية العظمى من المديرين عندنا يعملون من أجل أن يحافظوا على كراسيهم, والأغلبية العظمى منهم يعملون من أجل إرضاء صاحب الفضل في الإبقاء عليهم في مواقعهم, أما فيما يتعلق بالعاملين فالأغلبية العظمى يعمل بعضهم ببعض وينمون على بعضهم, ولا يشغل بالهم سوى التفكير بكيفية التسلق للأعلى.
هو التفكير السلبي الذي يشغل أغلبيتنا.