التي قد تسفر عنها, بالنظر الى الارث الاسود لعمليات التفاوض السابقة والتي كانت في الإجمال مجرد تمارين في المماحكة والظهور التلفزيوني .
وما يجعل المفاوضات المزمعة أقل حظا في النجاح أنها لا تستند الى مرجعية واضحة من القرارات الدولية ذات الصلة, كما كان حال معظم المفاوضات السابقة . وكشفت اسرائيل عن نيتها التفرد بالجانب الفلسطيني ونبذ أي مرجعيات عربية او دولية من خلال احباطها للمحاولة الاميركية الخجولة بتثبيت ما تم التوافق عليه في انابوليس في مجلس الامن . والمفاوضات تتجاهل تقريبا قضية اللاجئين الذين يشكلون أكثر من نصف الشعب الفلسطيني التي بذلت ولا تزال جهود حثيثة من أجل تحويلها الى مجرد قضية رمزية ليس لها معنى على أرض الواقع .
واستبقت اسرائيل المفاوضات بالاعلان عن مناقصة لبناء مئات الوحدات السكنية من أجل توسيع مستوطنة جبل أبو غنيم في القدس المحتلة , ما يشير الى نيتها المسبقة احباط عملية التفاوض والتلاعب بأولوياتها وانهاكها في تكتيكات جانبية بهدف الابتزاز والمقايضة .
ولا شك أن اسرائيل سوف تواصل استثمار حالة الانقسام الفلسطيني الراهنة من أجل التملص من أي التزامات قد تقطعها على نفسها بحجة أن الطرف الفلسطيني المفاوض ضعيف وهو غير قادر على الوفاء بالتزاماته لأنه لا يمسك بكل القرار الفلسطيني.
ومن المعلوم أن حكومة ايهود اولمرت هي حكومة ضعيفة أيضا , ولا تستطيع الاقدام على خطوات كبيرة أو انجاز عملية سياسية جادة وذات أبعاد استراتيجية بعيدة المدى, وهو ما يجعل هذه الحكومة تحجم عن الخوض في عملية السلام التي لا يمكن أن تكون جادة وحقيقية اذا لم تكن شاملة وعادلة ومستندة الى القرارات الدولية .