حيث لاتزال المصالح والمكاسب والأرباح والحسابات الضيقة تجتاح وتحكم القرار والموقف الأوروبي في تجاهل تام لعامل الزمن الذي ينمو ويتضخم فيه الإرهاب بشكل لا يتوقعه احد في إصرار على تجاهل التحذيرات السورية المتكررة حول خطورة الإرهاب وارتداداته التي ستطال لا محالة مختلف الدول التي احتضنته ودعمته وصدرته الى خارج حدودها.
فعلها الإرهاب وامسك بزمام الأمور، وأعاد من حيث لايدري توجيه البوصلة نحو وجهتها الصحيحة التي تحاول الإدارة الأميركية حرفها عن مكانها الصحيح عبر سياسة الفوضى الممنهجة التي تنشرها في المنطقة بهدف لفت الانتباه عن عجزها وإخفاقها في تحقيق أي من غاياتها وأهدافها الكبرى في سورية، وبنفس الوقت سعيا منها لكسب المزيد من الزمن حتى تتضح الصورة أكثر في ضوء المتغيرات والمعادلات التي رسمها الصمود السوري والانجازات التي حققها التحالف السوري خلال الأيام القليلة الماضية، وهي انطلاقا من ذلك لا تأبه لعامل الزمن مادام انه يحقق مصلحتها التي تضبط وتحكم بدورها سياستها وإستراتيجيتها دون الأخذ بعين الاعتبار أن وحش الإرهاب الذي لا تزال تدعمه وتقدم له كل أسباب ومقومات بقاءه ووجوده سيعود ويرتد الى الأرض التي ولد ونشا وترعرع وخرج منها.
لقد حذرت سورية في السابق ومنذ بداية الأزمة وعلى لسان الرئيس الأسد مرات ومرات من أن دعم أميركا والغرب للإرهاب لابد أن يجر الموت والدمار والخراب الى بلدان أوروبا الذين لا يزالون يصرون على السير الأعمى خلف الركاب الأميركي نحو تدمير المنطقة وسورية جاهلين ومتجاهلين حقائق التاريخ والجغرافيا، سواء تلك الحقائق التي تشير الى صمود وبسالة شعوب المنطقة في التصدي لكل المشاريع الاستعمارية والاحتلالية، أو تلك الحقائق التي تتقاطع عند حقيقة أن من يسير خلف الأميركي لم يحصد إلا الكراهية والخوف والحقد وهذه بمعظمها كانت احد الأسباب الرئيسة في ولادة التطرف والإرهاب وانتشاره على مستوى العالم.
ماهو مؤكد أن هجمات باريس التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى قد أعادت كما أسلفنا البوصلة نحو وجهتها الصحيحة، ووضعت فرنسا خصوصا والأوروبي عموما وهم الذين لايزالون يصرون على التغريد والرقص على الإيقاع الأميركي النشاز، فيما الأميركي خلف الكواليس يغرد على إيقاع مصلحته ونفعيته التي قد تدفعه للإطاحة بأقرب حلفائه وشركائه وأدواته.. وضعتهم جميعا أمام مسؤولياتهم في محاربة ومكافحة الإرهاب التي يجب أن تتصدر أولوياتهم قبل الحديث عن أي شيئ آخر وبعيدا عن الغوص أكثر وأكثر في مستنقعات المصالح والمكاسب الاستعمارية التي لم تجلب إلا الخراب والدمار للمنطقة والعالم، وهذا اختبار جديد للنيات وربما فرصة قد تكون الأخيرة لهم قبل أن يجتاح الإرهاب العالم.
ذلك أن محاربة الإرهاب كأولوية من شأنها أن تسرع في إنتاج كل الحلول التي لايمكن لها أن تولد و وحش الإرهاب يكبر ويتضخم وينهش أجساد الشعوب والأوطان.