وتتصاعد حدة طرح هذه التساؤلات، حين نجد بعض الفنانين البارزين، الذين يوجهون سهام جهلهم وحسدهم وحقدهم الى النقاد، يروجون لأسماء كانت مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تغييبهم، عن الكتب التي اشرفوا على اصدارها، فهل هذا التغاضي مطلوب أو مقبول أو ان هؤلاء لايعرفون مايجري في كواليس الحياة الفنية والثقافية، من ممارسات تساهم في خلط الأوراق الى حد مفجع ومخيف ومريع.
كما أن التأويل المفتعل، الذي يمارسه أدعياء النقد يكتنز بالاخطاء، ويبعد النص مسافات عن خصوصيات التجربة، ويدخل القارىء في فضاءات تنظيرية لاتمت الى الفن التشكيلي بصلة.
ونجد العديد من هؤلاء يخلطون في قراءاتهم بين الجمال الأدبي والبصري، وينظرون إلى العمل الفني من زاوية أذواقهم الخاصة، وهم لا يستطيعون استيعاب مصطلحات وكتابات النقاد، ولأن الانسان عدو مايجهل، فهم يحاولون التقليل من قيمة النقد والنقاد، فيضعون عملهم في دائرة العمل الصحفي اليومي والعابر.
والا لماذا يتحدثون عن غياب النقد، ولايتحدثون عن الكتب الرسمية التزويرية، التي صدرت في السنوات الأخيرة في سورية وغيبت أكثر من مئة فنان وفنانة، بعضهم من كبار رواد الحداثة التشكيلية السورية والعربية، علاوة على الأخطاء والمغالطات الشنيعة الواردة فيها.
كما أن اقوالهم وكتاباتهم تفضح جهلهم حين يشيرون الى أن اللوحة التجريدية الحديثة هي لوحة وافدة، وما عداها أساليب لها صلتها بالواقع المعاش وبالحياة العربية، مع أن التجريد هو من أبرز سمات وخصائص الفنون الزخرفية العربية.
facebook.com/adib.makhzoum