وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن أمس حول الوضع في سورية أن بعض الدول دائمة العضوية في المجلس تعمل على تحويله إلى منبر لحلف الناتو وتستغله للتحريض على سورية ومحاولة الإساءة إليها وممارسة شتى أنواع الضغوط عليها بما في ذلك عبر دعوتها بشكل هستيري لجلسات متكررة حول الوضع في سورية ومطالبتها الأمانة العامة بتقارير وإحاطات خدمة لأهدافها التدخلية العدوانية، مشيرا إلى أن محاولة بعض الدول فرض أجندات حلف الناتو على مجلس الأمن من شأنها تقويض مصداقية المجلس وتوفير الغطاء السياسي والعسكري لجرائم أعضاء هذا الحلف بمن فيهم النظام التركي بحق سورية.
واستغرب الجعفري دعوة بعض الدول لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول ادلب بينما يتجاهل أعضاؤه إدانة أعمال العدوان والاحتلال والنهب التي يقوم بها النظام التركي في سورية ودعمه الإرهاب فيها ومواصلة توطينه إرهابيين من الايغور والاوزبك والتركستان والشيشان والتركمان والكازاخ والطاجيك والقرغيز داخل أراض سورية مجاورة لتركيا بعد تهجير سكانها وإجراء تغيير ديموغرافي شبيه بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
المجلس يتقاعس عن إدانة الاحتلال الأميركي والاعتداءات التركية والإسرائيلية
وتساءل الجعفرى: لماذا يتقاعس مجلس الأمن عن إدانة الاحتلال الأميركي لأجزاء من الأراضي السورية من بينها منطقة التنف التي يقع ضمنها مخيم الركبان ورعاية قوات الاحتلال الأميركية لتنظيم «مغاوير الثورة» الإرهابي في تلك المنطقة والذي لم تقتصر جرائمه على قاطني الركبان بل تجاوزته لتطول المدنيين الآمنين في محافظة السويداء؟ ولماذا لا يعتمد المجلس قرارا وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سورية والتي كان آخرها فجر أمس من فوق الجولان السوري المحتل؟ وتزامنت في تحالف استراتيجي إسرائيلي-تركي وتنسيق عالي المستوى بينهما مع إدخال النظام التركي المزيد من قواته العسكرية وآلياته الثقيلة إلى ادلب عبر ما يسميه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا «معابر انسانية» بهدف عرقلة جهود الدولة السورية وحلفائها لإنهاء تحكم الإرهابيين بمواطنيها في ادلب وإعادة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق.
الإرهابيون في ادلب يمنعون المدنيين من الخروج ويقتلون العشرات
وبين الجعفري أن الدولة السورية أعلنت على مدى السنوات الأخيرة 17 هدنة وكان الإرهابيون في كل مرة ينقضون هذه الهدن بتعليمات من مشغليهم في أنقرة والدوحة وأماكن أخرى، كما فتحت ثلاثة معابر إنسانية منذ أكثر من شهرين لخروج المدنيين من ادلب إلى المناطق الآمنة التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، لكن الإرهابيين في ادلب لم يسمحوا للمدنيين بالخروج وقتلوا العشرات ممن حاولوا الخروج من مناطق انتشارهم.
وشدد الجعفري على أن ادلب جزء من سورية وأي وجود عسكري غير شرعي فيها تتحمل مسؤوليته الدولة التي يحمل أولئك الجنود جنسيتها مؤكدا أن سورية لن تتوانى عن القيام بحقها السيادي وواجبها لتحرير ادلب وكل شبر من الأراضي السورية من سيطرة التنظيمات الإرهابية مثلما كان عليه الحال عند تحريرها أحياء حمص وشرقي حلب والغوطة وشرق سورية وغيرها.
وأشار الجعفري إلى أن قوى العدوان تواصل نهب ثروات سورية عبر أدواتها الإرهابية أو بشكل مباشر، ومذكرات سياسيي هذه الدول ووثائق ويكيليكس تؤكد ذلك، لافتا إلى أن تحسين الوضع المعيشي والإنساني في سورية وإنجاز الحل السياسي يقتضى مراجعة الدول الغربية المعادية لسورية لسياساتها واعتماد مقاربات تستند إلى مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق وأن تضع حدا لأعمال العدوان والاحتلال والاستثمار في الإرهاب وضمان احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية ودعم جهود الدولة وحلفائها في مكافحة الإرهاب.
نيبينزيا: من حق سورية مواصلة مكافحة الإرهاب
من جانبه أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا أن ارهابيي تنظيم «جبهة النصرة» في ادلب صعدوا اعتداءاتهم منذ نهاية العام الماضي ويجب عدم السماح باستمرار ذلك، مشددا على حق الدولة السورية في مواصلة مكافحة الإرهاب على أراضيها حتى دحره نهائياً.
وقال نيبينزيا في كلمة له خلال الجلسة: إن عناصر تنظيم هيئة تحرير الشام المصنف إرهابيا على المستوى الدولي كثفوا هجماتهم من ادلب منذ نهاية عام 2019 ضد مواقع القوات السورية والروسية بما في ذلك قاعدة حميميم، مشيرا إلى تسجيل أكثر من 400 هجوم في كانون الأول الماضي وأكثر من 1000 خلال كانون الثاني أودت بحياة مئات المدنيين الابرياء.
وأوضح نيبينزيا أن الاجتماعات الاستثنائية حول سورية تنعقد كل مرة عندما يقع الإرهابيون فى خطر جراء عمليات الجيش السوري الذي من حقه وواجبه مكافحة الإرهاب واستعادة السيطرة على كل أراضى البلاد.
ولفت مندوب روسيا الدائم إلى أن الإرهابيين في ادلب يتخذون المنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس دروعا منتقدا بشدة مواقف الدول التي تسعى إلى تحميل الحكومتين السورية والروسية المسؤولية عن أحداث ادلب مستذكرا في هذا السياق عمليات»تحالف واشنطن» غير الشرعي ضد تنظيم داعش الإرهابي في كل من الرقة والباغوز والموصل.
ودعا نيبينزيا القوات الأميركية التي تحتل حقول النفط السورية إلى إعادتها لأصحابها الحقيقيين بدلا من سرقة ثروات السوريين.
هاي تاو: التأكيد على سيادة سورية وسلامتها الإقليمية
من جهته جدد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة وو هاي تاو التأكيد على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في سورية بالطرق السياسية ، مشددا على ضرورة دفع العملية السياسية إلى الأمام وفقا للقرار الاممي 2254 الذي يؤكد سيادة سورية وسلامتها الإقليمية.
ودعا تاو الى دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في هذا الشأن ومذكرا بأن عمل لجنة مناقشة الدستور يجب أن يكون بملكية وقيادة سورية بعيدا عن أي تدخل خارجي معربا عن قلقه الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني للسوريين جراء الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية على الشعب السوري منذ نحو تسع سنوات.