تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«ألغـــام» ترامـــب حلقـــة فـــي سلسلـــة الإجـــرام الأميركـــي

الثورة- رصد وتحليل
عربي دولي
الجمعة 7-2-2020
تنوعت الاساليب الارهابية الاميركية وتعددت نماذجها ضمن خطوات القتل الاجرامي بما يخدم اجندات واشنطن الارهابية الاستعمارية لضرب استقرار الدول وخلق الفوضى ونهب الثروات.

‏‏

فالعمل على ايجاد صيغ جديدة للقتل وسفك الدماء يعد أشد انواع العمل الارهابي ويعطي دلالة جديدة ومؤكدة على النهج الدموي الاجرامي الذي تنتهجه الإدارات الأميركية ضد الكثير من دول العالم.‏‏

فالمتابع لقرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب والمتابع لأفعاله يعلم جيداً رعونته وطيشه السياسي وانغماسه في تشريع القتل وقفزه على حقوق الانسان وعنصريته وقراره برفع القيود المفروضة على استخدام الألغام المضادة للأفراد، بحجة مساعدة الجيش الاميركي هو من قبيل خلق اسلوب جديد من اساليب القتل وخاصة للمدنيين.‏‏

ووفقاً للبيت الأبيض، يمكن للجيش الأميركي الآن استخدام الألغام المتطورة المضادة للأفراد والتي يتم التحكم فيها عن بعد في ظروف معينة، ومن منطلق تلك الظروف ومن خلال الغوص في عمق العقلية الاميركية، يتبين بأنها ترسم ملامح جديدة لانتهاكات انسانية مغلفة بقرارات من هذا القبيل الذي سيؤدي حكماً الى مزيد من سقوط الضحايا.‏‏

القرار ليس جديدا وقد مضى على صدوره عدة ايام، لكن وجب تسليط الضوء على البحث الاميركي المستمر لتنفيذ جرائم بحق الانسانية.. لا سيما أن أميركا تتجه لإخضاع قوانينها سواء العسكرية ام المدنية لخدمة القتل والارهاب.‏‏

ضحايا الألغام من المدنيين‏‏

ما زالت تبعات الغزو الاميركي للعراق وأفغانستان والاحتلال العسكري لهذين البلدين، تظهر نتائجها حتى الوقت الراهن، فبالإضافة للإرهاب المتفشي بتلك الدول نتيجة البيئة الحاضنة التي اسستها الاعتداءات الاميركية على تلك الدول وخلق الفوضى فيها، والتي راح نتيجتها عشرات الالاف من الضحايا، فإنه إضافة لذلك يتعرض كل عام العديد من المدنيين للقتل او للإعاقة بواسطة الألغام المضادة للأفراد التي زرعها الاحتلال الاميركي.‏‏

وبحلول نهاية العام الحالي في العراق، كان الآلاف من العراقيين ضحايا لهذه الحوادث، وسجلت المنظمات الدولية 38 الفا و867 حالة اغتيال بالألغام الاميركية على الأقل.‏‏

وأعلن المرصد العالمي للألغام عن عدد الشهداء من هذه الحوادث، ففي عام 2017 وحده، وصل عدد تلك الحوادث الى 304، قُتل على إثرها 185 شخصا واُصيب 118 اخرين، وكان معظم الضحايا من البالغين وارتفع عدد الضحايا بنسبة 179 ٪ مقارنة بالعام السابق، والتقارير تشير الى حدوث معظم الحوادث في الموصل واطرافها.‏‏

لكن تقريرا آخر صادر عن منظمة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام «UNMAS» قال إن 1700 شخص على الأقل استشهدوا أو اصيبوا في انفجار هذه الالغام في العراق منذ تشرين الاول عام 2016 ومع بداية عملية تطهير المناطق المحررة هندسيا, ومن ناحية أخرى، كان إجمالي عدد الضحايا الذين تم تسجيلهم في أفغانستان خلال السنوات من 1978 إلى 2017 هو 30980، منهم 7456 قتيل و 23524 شخصا ما بين جريح وفاقد للأطراف، كما كان عدد الوفيات المسجلة في عام 2017 الماضي وحده هو 2300 شخص، 1030 منهم من البالغين و 1270 من الأطفال.‏‏

ووفقاً لوكالة أنباء طلوع الافغانية الرسمية، تشير الإحصاءات الرسمية عن وجود ما يقارب 1700 كيلو متر من الألغام وغيرها من المتفجرات التي تغطي الاراضي الأفغانية وتقتل شهريا ما يقارب 120 شخصا.‏‏

كما انضمت 13 امرأة في مقاطعة باميان في أفغانستان العام الماضي، الى فريق رفع الالغام التابع للقوات الحكومية المختصة برفع الالغام من المناطق، ويقولون إن مشاهد وفاة الأطفال والمراهقين وإعاقتهم، أدت إلى انضمامهم لمثل هذه المهام المحفوفة بالمخاطر.‏‏

قرار الحكومة الأميركية هذا انعكس في ردود فعل كبيرة، وأثيرت تساؤلات كثيرة حول نيات ترامب في اتخاذ هذا القرار.‏‏

على الصعيد الدولي قوبل قرار ترامب بردود فعل مخالفة من المجتمع الدولي.. لكنها على الدوام تبقى ردود فعل خجولة دون اي تنفيذ عملي قد يوقف قرارات القتل الاميركية.‏‏

في هذا الصدد، قال نيلز أنين، المستشار في وزارة الخارجية الألمانية، إن قرار الرئيس الأميركي بنقض قرار حظر استخدام الألغام المضادة للأفراد يعد إخفاقاً شديداً للجهود الدولية طويلة الأجل للحد من استخدام هذه الأسلحة الفتاكة.‏‏

كما أكد هذا المسؤول أن الدول عادة ما تستمر في محاربة تبعات استخدام الألغام المضادة للأفراد لسنوات بعد انتهاء الحرب، لذلك مازالت ألمانيا ترى نفسها ملزمة بإزالة الألغام الأرضية في العديد من البلدان, ذلك الاجرام بحق المدنيين بشكل خاص، حذرت منه العديد من مؤسسات حفظ الأمن والسلام ومنظمات حقوق الإنسان بقولها إن الألغام المضادة للأفراد هي أسوأ سلاح في العالم، حيث يقع معظم المدنيين العزل ضحايا لهذا السلاح، اذ تستمر هذه الألغام في قتل وإعاقة العديد من الأشخاص، وخاصة الأطفال، حتى بعد انتهاء الحرب.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية