ولكن جرت العادة أن انتخابات مجالس إدارات الأندية تفتقد إلى التوافق والانسجام في معظمها، ويزيد الطين بلّةً أن هذه الإدارات تعمل على أرض هشّة، فالمال والإمكانات تكاد تكون معدومة، في وقت هي مطالبة بأن تقوم بنشاط واسع في ألعاب مختلفة ولفئات متعددة، فكيف لها أن تنجح؟ وكيف يمكن أن تستمر في عملها دون منغصات تدفعها للاستقالة والابتعاد؟
قبل أشهر وعندما بدأت الانتخابات طرأ تغيير طفيف على مجلس إدارة نادي الكرامة، ثم طرأ تغيير على مجلس إدارة نادي تشرين، وبالأمس تم حل مجلس إدارة نادي الطليعة، وسمعنا أن مجلس إدارة نادي حطين استقال، وهذا من الأندية الكبيرة والعريقة، فما بالكم بالأندية المغمورة والضعيفة؟!
ولعل المؤسف أكثر أن الأندية وهي حجر الأساس في البناء الرياضي، تنتخب إداراتها ثم تترك على مبدأ (دبروا راسكم)، بعد أن تمنح إعانات بسيطة جداً لا تكفي نفقات شهر واحد، ولأن المشكلة ذاتها موجودة في اتحادات الألعاب التي تقف عاجزة عن إقامة النشاطات والمعسكرات، فكيف يمكن لرياضتنا أن تنهض وتتطور؟
ويتساءل كثيرون : أين تذهب أموال الاستثمارات التي انتشرت في المنشآت الرياضية الكثيرة؟ ولماذا لا يكون للأندية والاتحادات حصص جيدة منها حتى تستطيع العمل بارتياح، وحينها تكون مسؤولة ويمكن أن تحاسب إن قصّرت أو أخطأت؟
نحن اليوم على أبواب المؤتمر العام للاتحاد الرياضي، والذي يراه الرياضيون والمتابعون مفترق طرق نحو حال أفضل تكون فيه الأندية أندية حقيقية قائمة بذاتها، أو مجرد محطة أو استراحة تمضي الأمور بعدها كما هي عليه، وخاصة أن الانتخابات السابقة للأندية واتحادات الألعاب والفروع لم تكن مقنعة ومبشرة، ويبقى الأمل والتفاؤل بما هو أفضل لأن الوقت لم يعد يحتم المراوحة بالمكان، فماذا لو كان هناك تراجع، وتراجع مخيف؟!