لذلك يجب عليه التنحي وإعادة الهيبة للولايات المتحدة التي أصابها الوهن والمرض جراء سياساته وتفكيره العشوائي، بعد سلسلة الفضائح المنسوبة إليه داخلياً وخارجياً، والأهم من هذا وذاك هو التلاعب بمصير الولايات المتحدة ووضعها على المحك من خلال بناء سلسلة من العلاقات المشبوهة مع الدول الأخرى التي ترعى الإرهاب والإرهابيين في إشارة للسعودية التي ينظر ترامب إلى أموالها أكثر من سياستها المتطرفة والمتشددة.
ويبدو أن مشكلة ترامب وأزمته السياسية فاقت بخطورتها أزمة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون وفضيحته السياسية المشهورة ووترغيت، خاصة بعد التصريح الأخير للنائب الديمقراطي آدم شيف وقوله بأن: الوقائع المنسوبة إلى ترامب أخطر بكثير من فضيحة ووترغيت التي أطاحت بولاية نكسون ومنعته من الترشح لولاية ثانية، -يذكر أن شيف يرأس لجنة التحقيق الرامية إلى عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب- ففضيحة ووترغيت هي قضية تجسس داخلية بدأت أحداثها سنة 1972 وانتهت باستقالة الرئيس نيكسون سنة 1974. بعد ما اتضح أن الحزب الجمهوري الذي كان ينتمي إليه يتجسس على الحزب الديمقراطي لمعرفة مخططاته ومن ثم إبعاده عن الفوز في الانتخابات.
واليوم يسعى الديمقراطيون إلى إثبات أن ترامب سعى إلى ربط تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار بزيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى البيت الأبيض، وحصوله على تعهد من أوكرانيا بفتح تحقيق بحقّ جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق، وابنه هانتر الذي شغل سابقاً منصب عضو في مجلس إدارة شركة نفطية أوكرانية.
ويتضمن التحقيق حول عزل ترامب وجود مكالمة هاتفية تمت بين الرئيس الأميركي والرئيس الأوكراني في أواخر تموز الماضي. وقد حذر شيف مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات المخابرات الأميركية من أن الرئيس دونالد ترامب يحاول تسييس المخابرات وأجهزة إنفاذ القانون، وقال إنه يريد تسييس المخابرات وأجهزة إنفاذ القانون، وانتقد شيف ترامب على منحه وزير العدل وليام بار سلطات شاملة لرفع السرية عن التقارير الحكومية أو خفض درجة سريتها خلال إجراء ما تصفه وزارة العدل بمراجعة لأنشطة مخابرات مرتبطة بحملة انتخابات الرئاسة في عام 2016.
وقال شيف في خطابات أرسلها لرؤساء الوكالات إن الأوامر التي أصدرها لهم ترامب يوم 23 من أيار بالمساعدة في المراجعة التي يجريها بار كانت مسعى من الرئيس ووزير العدل لتسييس مجتمع المخابرات وإنفاذ القانون لنزع الشرعية عن تحقيق يتعلق بالرئيس، ومن أجل مهاجمة أعدائه السياسيين، وأرسل شيف الخطابات إلى رؤساء المخابرات الوطنية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن القومي، وطلب منهم إبقاء لجنته على اطلاع بالمراجعة التي يجريها وزير العدل بشأن أنشطة أجهزة الاستخبارات التي أجرت تحقيقات بشأن حملة ترامب، وكان المحقق الخاص روبرت مولر قال: إن تحقيقه خلص إلى أن هناك تدخلاً خارجياً في انتخابات 2016 الرئاسية لكنه فشل في إثبات ذلك، ولم يستطع تقديم أي دليل على هذا الأمر تحديداً.
هذا واتهم ترامب مراراً مساعدين كبار في الأمن القومي بالتجسس على حملته، حيث نفى مستشارون للرئيس السابق باراك أوباما، الذي كان رئيساً أثناء الحملة، اتهامات ترامب، وقد دافع بار عن المراجعة التي يجريها بشأن أنشطة أجهزة الاستخبارات التي أجرت تحقيقات بشأن حملة ترامب، وقال لقد كانت هناك أنشطة مخابرات مضادة استهدفت حملة ترامب، ولا أقول إنه لم يكن هناك أساس تستند إليه والكلام لبار، لكن أريد أن أرى ماذا كان هذا الأساس وأتأكد من أنه كان قانونياً.. ورد ترامب على اتهامات آدم شيف له قائلاً: إن رئيس الادعاء في قضية مساءلته آدم شيف سياسي فاسد، فيما رأي شيف أن ترامب تعمد تهديده بما كتبه على تويتر، وكان شيف النائب المنتمي لولاية كاليفورنيا، وهو المدعي الاتحادي السابق، قال إنه كان هدفاً لهجمات متكررة من ترامب ومؤيديه الجمهوريين بالكونغرس، هذا وبدأ محامو ترامب الدفاع عنه ضد هذه الاتهامات قائلين: إن جهود الديمقراطيين لعزله من منصبه ستكون سابقة خطيرة للغاية.